تعال اجلس يا سيد ونحن نقعد على الأرض ولا شرط لنا إلا التجديد.
أما قال شاوول الذي اضطهدك ثم صار بولس الرسول حين اتبعك، أما قال في رسالته لأهل رومية: لا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم.
إننا نريد تجديد الملح، وتجديد الخمير، وإلا فمن يستحقك منا أيها المجدد العظيم؟!
أنا حامل صليبي وتابعك منذ خلقت، وإني أتعذب لأجل تطهير تعليمك، فإذا دعوتك للعودة إلينا فبحياتك لا تحسب كلامي تطفلا وتنتهرني كما انتهرت بطرس قائلا لي: اذهب عني يا شيطان. أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس.
وهنا أضم صوتي إلى صوت بولس القائل في رسالته إلى العبرانيين: وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة، إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه.
أما قياصرة اليوم فلا يرتضون بما يعطون، بل هم يعطون أنفسهم من مال المساكين ويأكلون البيضة والتقشيرة، وإخوتك ينامون في العراء على ريق بطونهم. كانت الضرائب في أيامك محسوسة ملموسة، أما اليوم فسحر القياصرة عجيب غريب.
إذا شئت أن أزودك بكل ما عندنا من أخبار، فلو بقيت عامين لا أعمل غير كتابة هذه الرسالة فهيهات أن أنتهي. وقد حدث عندنا شيء جديد هو المراقبة، فالأفواه مكمومة والأفواه ملجومة وفطانتك كفاية، أنا لا أدري في المراقبة شيئا غريبا، فقد تعودتها منذ صباي وتعلمت كيف أنفذ من المضيق، ثم من يراقبني ويحول بيني وبين مخاطبة سيدي يسوع المسيح، ألا يحق لنا أن نتحدث مع ربنا؟!
تساءلت يا سيد: من يقول الناس إني أنا، وهذا دلني على أنك تهتم لما يقال. أما لو عدت اليوم ورأيت أن (الرعاة) لم يعد يهمهم حكي الناس لتعجبت وأعطيت جيلنا آية أخرى عن حوت يونان لأن جلودهم صارت أسمك من جلده.
تذكر جيدا رسائل بولس، أول صحافي عالمي في التاريخ القديم، وعندنا اليوم ما يشبهها ويسمونها جرائد ومجلات وقد منحوها لقب السلطة الرابعة، ولكن المسيطرين ينتقصون من قدرها ليخففوا من وطأة كلامها عليهم، ولو فكر هؤلاء لما حاولوا. إنهم يجهلون أنك أنت السيد المسيح، ابن الله الوحيد، سألت تلاميذك عما يقوله الناس عنك؟ ولكن (حكي) الناس لا يؤثر إلا بالناس ولهم خلق، أما أولئك فلهم النبوت والمساس.
قلت لنا: لا تدينوا لئلا تدانوا. وهم لا تهمهم الدينونة، ولو كانت في وادي يوشافاط كما وعدت، ووعدك صادق بلا ريب.
ناپیژندل شوی مخ