ويزغردن نسوان
للكل يوم عرسان.
الهتاف يقلق سكون الليل ويستدعي المزيد من الجموع للتوافد في المكان. أصوات زغاريد النساء تنطلق في خلفية الهتاف، وتزيد من حماسة الشباب الغاضب.
مدرعات مكافحة الشغب تحمل الرجال المدججين بالأسلحة النارية، والهراوات وقنابل الغاز، تتقدمها مجموعة من دوريات الشرطة وهي تتوجه لمكان التجمع، وصوت السرينة؛ إذ يعوي بذلك الصوت الطويل المنذر بالويل وأضواؤها الخاطفة تنتشر في كل مكان، وتبدد ظلام الليل.
أبواب البيوت في الشوارع تفتح، وتمتد الرءوس من الداخل في خوف واضح. هناك نفوس ستقابل خالقها هذه الليلة.
ثم فجأة - وكأنما هبط علي وحي ما - أدركت الآن لماذا اهتممت ب «عمار» كل هذه الفترة.
كان ابني.
هذا ما كنت أراه فيه بلا زيادة أو نقصان.
كان يمثل لي الابن الذي تمنيته أن يكون، ولم أرزق به طيلة حياتي، ولما قابلته طورت ناحيته مشاعر أبوية صادقة.
وإن كانت غير مفهومة بالنسبة لي في وقتها.
ناپیژندل شوی مخ