فلما كنت السنة الحادية والثلثماية بعد الألف من هجرة ذي الرسالة والشرف ، في دار الخلافة القسطنطينية ، حماها الله تعالى من كل محنة ، وحفظها من كل فتنة ، وأدام خليفتها الأعظم في الملة الإسلامية ، امرني حضرة صدرها الأعظم ، الوزير الافخم ، صاحب الدولة والأبهة والعطوفة ، مشهور الآفاق بالفضايل المعروفة ، خير الدين باشا التونسي (1)، لا برحت الألطاف الإلهية خافقة عليه حينما يصبح ويمسي ، أن الخص له أبحاثا من كتب الأئمة والفقهاء ، تتعلق بإسقاط ما في الذمة ، وصلوات كانت واجبة الأداء ، وشيئا من مباحث الايصاء ، موضحا لما كتبه شيخ مشايخنا العلامة السيد محمد أمين بن عابدين (2) ، لا برحت أعماله المتصلة تملى عند الكرام الكاتبين ،فشرعت في ذلك مرتبا لما هنالك على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة ، نسأل الله تعالى حسنها ، عندما تقرب شمس الحياة من الأفول ، ومنه سبحانه الهداية في البداية والنهاية 0
فأقول : المقدمة في الإيصاء
أجمع العلماء أن الوصية مستحبة حال الصحة ، لكل من له مال أو عنده لأحد مال وعلى تأكدها في المرض (1)0
مخ ۷