الأجيال الأذان الخالي منها، وجاء عصر تدوين الحديث فتحير كبار المحدثين في مسألة الأذان، فما يسمعونه من الأذان الموروث المبتور منه حي على خير العمل شئ، وما يروى من طريق الثقات المعول عليهم في النقل شئ آخر. وهذا مما اضطر البخاري ومسلما وهما عميدا المحدثين أن يوردا أحاديث الأذان جملة وتجنبا الأحاديث التي وردت فيها ألفاظ الأذان. أما غيرهما من المحدثين فقد رووا روايات الأذان وذكروا فيها ما هو مسموع في الأذان الرسمي للدولة من الأفاظ. وهذا ما يجعل محدود الإطلاع والتأمل يحكم بان لفظ: (حي على خير العمل) حشر في الأذان وليس منه، حتى أن بعظهم يتجاوز درجة السذاجة حين يزعم أن الشيعة هم الذين أدخلوها في الأذان، رغم ثبوتها عن عبد الله بن عمر وغيره من الصحابة وكبار التابعين في دواوين السنة وبأسانيد صحيحة.. وذلك قبل عصر نشوء الفرق الشيعية وغيرها!!
--- [ 42 ]
مخ ۴۱