167

ختیځ ژوند

حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره

ژانرونه

فالإنجليز لا يريدون قوة العرب واستفحال دولتهم حتى يصير زمام طريق الهند في أيدي العرب، ولكن الإنجليز لا يريدون أن تكون جزيرة العرب لقمة سائغة يتهافت عليها الآكل الجشع، فالموازنة بين القوى هي عماد سياسة الإنجليز.

ثم يعود الأمير فيذكر العرب بأخطائهم في السياسة وقصر نظرهم في عواقب الأمور، فقال مخاطبا المقاومين للحلف العربي:

كذلك كنتم قبل الحرب العامة وأثناء الحرب العامة لا تنظرون العداء إلا من جهة واحدة هي جهة الترك وصممتم عن كل عذل من جهة الإنجليز، وكان كل من حذركم من دسائس الإنجليز وسوء المنقلب معهم نبزتموه بخيانة العرب وحرقتم عليه الأرم.

وكان إذا نشر الروس البلاشفة معاهدات تقسيم البلاد العثمانية ومنها بلاد العرب بين إنجلترا وفرنسا وروسيا، قلتم هذه دسائس أتراك وألمان وهذه الأخبار لا صحة لها، أليس كذلك؟ فلما ظهر لكم غدر الإنجليز ونكثهم لما عاهدوكم عليه، ندمتم وعضضتم أناملكم وصرتم لا ترون غير الإنجليز عدوا وأصبحتم لا ترون الخطر إلا من جهة واحدة ...

ثم بدأ الأمير ينفي عن ابن سعود تهمة انصياعه لفيلبي الذي أسلم حديثا ودخل مكة وصار ملازما لجلالته ولا يفارقه ليل نهار ويؤاكله ويصلي معه:

وإن تجرأ فيلبي أو غير فيلبي أن يزين له قضية تأمين المواصلات البريطانية على ظهر بلاده، فإنه يقصيه من أرضه بحيث لا يعود إليها. ثم إنه يكذب ويفجر من يزعم أن فيلبي يدير دفة الحجاز ونجد، فمن زعم ذلك فهو إما جاهل يتسقط الأخبار من أفواه العوام أو متجاهل يحسد فيلبي على حظوته لدى الملك ويقصد السوء ببطانته لهياج الرأي العام عليهم.

وكذلك أخذ يدافع عن الملك فيصل الذي هو الطرف الثاني في الحلف المزمع، فقال:

إن لم يكن فيصل بن الحسين بن علي الهاشمي القرشي المضري عربيا فمن العربي يا ترى؟ أوليس هو الذي قال لرجال الدول في مؤتمر الصلح في باريز: يوم كنا ملوكا لم تكن دولة من هذه الدول العظام موجودة.

وملك العراق يمد يده لمعاهدة ملك الحجاز ونجد ليؤسس وإياه الوحدة العربية التي يجب تأسيسها منذ الآن وإلا ندم جميع العرب ولات ساعة مندم!

ثم عطف الأمير على خصوم الحلف فقال:

ناپیژندل شوی مخ