150

ختیځ ژوند

حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره

ژانرونه

وتكلم سير كوكس عن استقلال العراق بإشراف إنجلترا.

وعضده الشيخ إبراهيم الراوي فقال: إن العراق لا يستغني عن الوصاية البريطانية.

وكانت الوزارة الأولى التي ألفها سير كوكس مكونة من رجال ميالين للإنجليز وهم اثنان من آل النقيب والعسكري والألوسي وساسون.

كلام الملوك ملك الكلام

قالوا في الأمثال: «كلام الملوك ملك الكلام»، يقصدون أنه أرقاه وأصدقه وأحكمه وأمتعه وأنفعه.

ولما كان جلالة الملك فيصل بن الحسين من ملوك الشرق الإسلامي المعدودين على الأصابع، ولجلالته في نفوس المصريين منزلة خاصة؛ كان من حقنا ومن واجبنا أن ننظر إلى أقواله بمنظار الاكتراث والاهتمام، وأن نتحرى التدقيق في معانيه لننتفع بها، إذ لا يمكن أن يصدر عن هذا الملك الجليل الذي تقلب في عرشين وأبوه ملك وأخوه ملك قول خال من الحكمة والموعظة الحسنة.

سافر جلالة الملك فيصل منذ نحو عام من بغداد عاصمة ملكه التي كانت عاصمة ملك العباسيين ومر في طريقه إلى أوروبا بالقطر المصري، ولقيه أحد فضلاء الصحفيين للمرة الثانية فسأله عن الأمر الذي أثر فيه أكثر من سواه في خلال إقامته في أوروبا، فأطرق الملك العربي العراقي لحظة وقال:

1

لقد كان لما رأيته في البلاد السويسرية من دلائل المدنية الحقيقية أعظم وقع في نفسي، فمدنية سويسرا لا تقتصر على المدن والمظاهر الخارجية كما هو الحال في سائر البلدان الأوروبية، بل إن كل قرية في سويسرا متمدينة وكل قروي في سويسرا متمدين. وكنت أتنزه مرة في ظهر قرية من القرى السويسرية فأبصرت براعية ترعى قطيعا من الغنم وهي تدفع أمامها مركبة صغيرة نظيفة أركبت فيها طفلها، فاغتبطت بمنظر هذه الراعية التي تسهر على عملها وعلى رفاهية طفلها في آن واحد، وقلت في نفسي: إذا كانت الراعية السويسرية قد بلغت هذا المبلغ من الرقي والمدنية، فلماذا أعجب بما أراه في سائر طبقات الأمة السويسرية؟

إلى هنا انتهى الجزء السلبي من ملاحظة جلالة الملك العربي العراقي، ثم انتقل إلى الجزء الإيجابي أو التطبيقي فقال:

ناپیژندل شوی مخ