ختیځ ژوند
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
ژانرونه
في 4 يناير سنة 1931 توفي إلى رحمة الله المغفور له مولانا محمد علي الزعيم الهندي الشهير وأحد أبطال الاستقلال العالمي في العصر الحاضر، وكانت وفاته في منتصف الساعة العاشرة من صباح الأحد 4 يناير، وقد وصفته برقية روتر من لندن بأنه
المندوب الهندي المسلم إلى المؤتمر الهندي العام، وأحد الأخوين علي المشهورين، وقد اشتركا اشتراكا وثيقا مع غاندي في حركة عدم التعاون الأولى في الهند، ولكنه عارض حركة العصيان المدني الحالية، وسينقل جثمانه إلى الهند، ولكن جثمانه دفن بالمسجد الأقصى ببيت المقدس.
وكان محمد علي زعيما لثمانين مليونا من المسلمين، فكان لنعيه مأتم عام في جميع أنحاء الشرق عامة والعالم الإسلامي خاصة، وأرسل غاندي إلى أخيه يعزيه من سجنه ببرقية هذا نصها:
مصابكم مصابنا.
ويجب علينا أن ننوه بالفرق العظيم بينه وبين أخيه.
وقد جاهد هذا البطل الراحل في سبيل جميع الشعوب المظلومة، فناضل عن الهند وعن تركيا وعن فلسطين وعن كل أمة مسلمة أو شرقية واقعة تحت نير الظلم الأجنبي، وقد وصفه بعض عارفيه بأنه كان أخطب مسلم في الدنيا باللغة الإنجليزية، وهو يعد من أكبر علماء المسلمين وأزهدهم وأطهرهم يدا وأعفهم نفسا.
وقد سافر إلى مؤتمر لندن وهو مريض وحالته الصحية سيئة، ونهاه أطباؤه عن السفر وأنذروه بالخطر فلم يكترث وشد رحاله وأخذ معه أخاه وأهله في انتظار الموت، ولما وصل نعيه إلى فلسطين أعلن خبره على المنائر والمآذن في جميع مساجدها وأقيمت عليه صلاة الغائب، وفي بومباي قررت المدينة وقف دولاب العمل وأغلقت مخازن التجارة، وقد وافقت وفاته مضي ثمانية أشهر على سجن غاندي فأغلق خمسون مصنعا من مصانع القطن يعمل فيها مائة ألف عامل.
وكان لنعي الزعيم الراحل في مصر أثر لا يقل عن أثره في فلسطين، لأن الرجل كان معروفا للعالم الإسلامي والشرق كله وكان متصلا بجميع أركان الحركة القومية في العالم.
وبادر المجلس الفلسطيني الأعلى الذي يرأسه السيد أمين الحسيني مفتي القدس إلى تعزية أهل الفقيد ودعوتهم إلى قبول دفنه في المسجد الأقصى، فلبيت تلك الدعوة. وكان لهذا القبول أجمل أثر في العالم الإسلامي، فإن وجود جثمان الفقيد في فلسطين وفي إحدى البقعتين الطاهرتين المقدستين للإسلام رابطة بين مسلمي الهند وبين مسلمي العرب لا تزول ولا تنفصم عروتها وتوثيق للصداقة بين المؤمنين.
وهي فكرة سياسية بديعة جاءت بها قريحة السيد أمين الحسيني نابغة فلسطين ورافع لوائها، وقد خدمت الشرق العربي أجل خدمة، وهي أكبر دليل على تمام الاتحاد والألفة بين المسلمين في أنحاء العالم، وقد قال شوكت علي لبعض المعزين العبارة الآتية:
ناپیژندل شوی مخ