قال: «ورسالتي إليه!»
قلت: «بلغته !»
قال: «وماذا يرى؟»
قلت: «ستقرأ رأيه في الرسالة بعد أيام!»
وأخفيت عنه ما كان بيني وبين الرافعي من حديث وما دبر من خطة ... ونشرت المقالة الأولى من «المشكلة» ومضى يوم، وجاء صاحبي غاضبا يقول: «كيف صنع الرافعي هذا؟ لقد نحلني من القول ما لم أقل، أتراني قلت عنها كما يزعم، لقد خلطتني بنفسها حتى لو شئت أن أصل إليها في حرام وصلت ...! لقد ساءها ما نحلني الرافعي من الكلام، وقد تركتها الليلة غاضبة لا سبيل إلى رضاها!» ... وتحقق للرافعي بعض ما أراد، وانثالت عليه رسائل القراء يرون رأيهم في هذه المشكلة، وجاءه فيما جاءه من الرسائل، رسالة من صاحبة المشكلة نفسها ...
وفعل برسالة صاحبة المشكلة ما فعل برسالة صاحبها، ولكنه تلقاها تلقيا حسنا، ومضى يتحدث عنها حديثا ليس فيه من رأيها ولا مما تقصد إليه، ولكنه إيحاء، إيحاء إلى الفتاة بأنها في مرتبة أعلى، وأن ما بها ليس حبا وإن زعمت لنفسها هذا الرأي، ولكنه شيء يشبه أن يكون صورة عقلية لخيال بعيد تظنه من صور الحب وما هو به ... ثم مضى يفسح لها الطريق إلى الفرار من هذه المشكلة بالإيحاء والإغراء والحيلة ...
وكانت المقالات الثلاث الأخيرة تعليقا على آراء القراء وسخرية ونصيحة.
وفرغ الرافعي من مقالات المشكلة فما هو إلا أن تلاشى الصدى حتى عاد فلان وعادت فلانة، وما تزال المشكلة تطلب من يحلها، ومضت سنوات وفي الأتون ثلاثة قلوب تحترق ... وعلى مقربة من النار صبي يحبو ينادي أباه، وأبوه في غفلة الهوى والشباب، أترى إلى هذه المشكلة وقد دخل فيها هذا العضو الصغير الجديد قد أوشكت أن تبلغ نهايتها، فيكون حلها على يدي هذا الصغير وقد عجز الكبار عن حلها بعد مجاهدة سنوات؟ أم هو قلب رابع سينضم إلى القلوب المحترقة في أتون الشهوات ...؟
ومعذرة إلى صديقي كامل ...! •••
أما حديث «المجنون» فأعرف من سببه ما ذكر الرافعي في أول مقاله،
ناپیژندل شوی مخ