ليس في ساسة مصر اليوم - بحمد الله - من ينطوي على مثل ذلك المزاج، فهم لا يعملون لمصر ولا لغير مصر؛ ليحتكروا الزعامة الأبدية على هذا الشعب أو ذاك، ولكنهم يعملون لأنهم يعرفون الواجب ولا يتجاوزون به حدوده، ويخدمون القضية العربية خدمة الإخوان أو الأعوان، ولا يخدمونها - ولا يستطيعون أن يخدموها - من طريق الضجة الخاوية التي يعلن بها المعلنون عن تسليم البضاعة في أسواق المطامع الأجنبية.
هذا التعاون على أساس الاستقلال الموفور لكل أمة من الأمم العربية هو قوام الجامعة العربية، ولا قوام لها بغيره ...
وينبغي أن يفهم الاستقلال هنا على أوسع معانيه أو على جميع معانيه، فهو يشمل الاستقلال الأدبي كما يشمل الاستقلال في عرف العلاقات الدولية ...
فلا افتيات فيه على حق أمة من الأمم في الاعتماد على نفسها، والتوفر على جهودها، وليس من شأنه أن يحمل أحدا على التواكل، ولا أن يحمل أحدا على تجاوز الحدود ...
لكل أمة عربية أن تنتظر المعونة من أخواتها وجاراتها ...
ذلك حق الأخ على أخيه والجار على جاره ...
وعلى كل أمة عربية أن تعمل ما في طاقتها لتحقيق مطالبها ...
ذلك واجب الإنسان على نفسه، بل واجبه لنفسه ...
وقوام الأمر بين الجميع هو استقلال في الرأي والعمل، وتعاون بين إخوان مستقلين في الآراء والأعمال ...
فلا سيطرة هناك ولا قيادة، ولا إعفاء من واجب ولا تجاوز في الحقوق ... •••
ناپیژندل شوی مخ