104

د عیسى علیه السلام ژوند: په تاریخ کې او د نوي عصر کشفونه

حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث

ژانرونه

وكان «العارفون» يقولون عن هؤلاء: إنهم جهلاء.

ولكن هؤلاء العارفين أجهل منهم إذا اعتقدوا أن دينا من الأديان لم يعمل عملا، ولم يكن غير عبث من العبث؛ لأن الدنيا باق فيها الشر، باق فيها البغي، باق فيها الكفران.

أي فرق بين العارفين الذين ينتظرون من الدين دنيا لا تعاب، وبين الجاهلين الذين انتظروا السعادة المطلقة في «الألفية» الموعودة آخر الزمان، بعد قرون تعد بالعشرات أو بالمئات؟!

لعل هؤلاء الجاهلين أقرب إلى التقدير الصحيح من أولئك العارفين؛ لأنهم يفكرون وينتظرون «الألفية»، وقد انتظرها الجاهلون بغير تفكير!

لو عاد السيد المسيح اليوم لوجد كثيرا يصنعه ويعيد صنعه، ولصنع كثيرا بين أتباعه، ومن يعملون باسمه، ويتواصون بوصاياه، ولكن الدنيا التي يصنع فيها الهداة صنيعا كثيرا خير من الدنيا التي لا موضع فيها لصنيع الهداة، وجهاد الضمير.

ولن يختم المسيح العائد إلى الدنيا رسالة الخير والهداية، فتلك هي شوط الضمير الذي لا ختام له، وهو الغاية وراء كل ختام.

وسيعلم الناس في العصر الحديث - إن لم يكونوا قد علموا حتى اليوم - أن عقيدة الإنسان شيء لا يأتيه من الخارج فيقبله مرضاة للداعي أو ممتنا عليه، ولكنها هي ضميره، وقوام حياته الباطنية يصلحه، إن احتاج إلى الإصلاح، كما يصلح بدنه عند الطبيب، وهو لا يمتن عليه، ولا يرى أنه عالج نفسه لمرضاته، فالعقيدة مسألة الإنسان، لا شأن للأنبياء بها إلا لأنها مسألة الإنسان، وعليه إذا عالج إصلاحه أن يعالجها كما يعالج جزءا من نفسه بل كما يعالج قوام نفسه ولا يعالجها كأنها بضاعة يردها إلى صاحبها، ويفرغ من أمرها، فلا فراغ من أمر العقيدة إلى آخر الزمان.

ناپیژندل شوی مخ