213

يقتضيه النظر أنه منطق مفلوج لا يتفق مع الشرع ، ولا يلتقي بصالح الامة وذلك أولا ان الاموال التي منحها لأسرته لم تكن من أمواله الخاصة لتكون له مندوحة في انفاقها عليهم ، وانما هي أموال المسلمين فيجب انفاقها عليهم ، وليس لرئيس الدولة أن يتصرف فيها بقليل ، ولا بكثير فقد ورد عقيل من يثرب وهو بائس مضطر الى أخيه أمير المؤمنين عليه السلام فطلب منه وفاء دينه ، فقال له الامام :

كم دينك؟

أربعون الفا

ما هي عندي ، ولكن اصبر حتى يخرج عطائي فادفعه إليك بيوت المال بيدك وأنت تسوفنى بعطائك؟

أتأمرني ان أدفع إليك أموال المسلمين ، وقد ائتمنوني عليها. (1)

هذا هو منطق الاسلام ، وهذا عدله ، وهذه مساواته إنه لا يفرق بين القريب والبعيد فالجميع سواسية في العطاء وغيره.

وثانيا إن اسرته التي بر بها خليقة بالقطيعة وجديرة بأن لا توصل لأنها ناهضت الاسلام وناجزته الحرب ، وهي الشجرة الملعونة في القرآن فقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو ان النبي صلى الله عليه وآلهوسلم قال : رأيت ولد الحكم بن ابي العاص على المنابر كأنهم القردة فانزل الله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة : يعنى الحكم وولده (2) وقالت عائشة لمروان سمعت رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم يقول

مخ ۲۲۲