183

وصلحائهم فانا لله وإنا إليه راجعون.

الانتخاب :

ولاقى عمر ربه ، ومضى الى مقره الأخير (1) فاحاط البوليس بأعضاء الشورى ، وألزمهم بالاجتماع لينفذوا وصية عمر ، ويختاروا للمسلمين حاكما منهم ، فاجتمع المرشحون في بيت المال ، وقيل في بيت مسرور بن محرمة وأشرف على الانتخاب الامام الحسن عليه السلام وعبد الله بن عباس ، وازدلف عمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة الى محل الانتخاب فجلسا في الباب ، فعرف قصدهما سعد بن أبي وقاص فنهرهما وقال :

« تريدان ان تقولا : حضرنا ، وكنا في أهل الشورى؟! »

وتداول الاعضاء الحديث فيما بينهم عمن هو أحق بالامر وأولى به وأكثرهم قدرة وقابلية على ادارة شئون الحكم ، وانبرى إليهم أمير المؤمنين عليه السلام فأقام عليهم الحجة ، وحذرهم مغبة ما يحدث في البلاد من الفتن ان استجابوا لنزعاتهم ولم يؤثروا الحق فقال عليه السلام :

« لم يسرع أحد قبلي الى دعوة حق ، وصلة رحم ، وعائدة كرم فاسمعوا قولي ، وعوا منطقى ، عسى أن تروا هذا الامر من بعد هذا اليوم

مخ ۱۹۱