أمركم شيء .. » (1)
وما هى البركة التي تحصل لأعضاء الشورى بحضور الامام الحسن ، وعبد الله بن عباس ، وهما لا يملكان من الامر شيئا ، قد جردهما من الادلاء بالرأي ، كما جرد شيوخ الانصار من ذلك ، ولم يسمح لأحد منهم أن يبدي برأيه ، ثم التفت الى أبي طلحة الانصاري (2) فقال له :
« يا أبا طلحة ، إن الله أعز الاسلام بكم فاختر خمسين رجلا من الانصار ، فالزم هؤلاء النفر بامضاء الامر وتعجيله .. »
والتفت الى المقداد بن الاسود فاوصاه بمثل ذلك ثم قال :
« اذا اتفق خمسة ، وأبى واحد منهم فاضربوا عنقه ، وان اتفق أربعة وأبى اثنان فاضربوا عنقيهما ، وان اتفق ثلاثة منهم على رحل ، ورضي ثلاثة منهم برجل آخر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس .. »
وخرج الامام أمير المؤمنين المظلوم المهتضم ، وهو ملتاع حزين من الشورى العمرية قد أيس من الامر فالتقى بعمه العباس فبادره قائلا :
« يا عم لقد عدلت عنا .. »
مخ ۱۸۵