146

« ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟! »

فارسل أبو بكر قنفذا خلف الامام فابى عليه السلام من الحضور ، فانطلق عمر ومعه معاونوه الى بيت الامام فقرع الباب ، واقتحم على الاسد عرينه فانطلقت بضعة الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم وهي تهتف بابيها وتستغيث به قائلة :

« يا أبت ، يا رسول الله ... ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن أبي قحافة!!؟ »

وتصدعت القلوب ، وذابت النفوس من هول المصاب ، وانصرف القوم باكين ، وبقى ابن الخطاب ومعه حزبه وبدا عليه الحنق والغضب ولم يجد معه تعنيف بضعة الرسول ، فاخرج أمير المؤمنين بعنف وانطلق به إلى أبي بكر ، فقال له :

« بايع »

« وإن لم افعل؟ » »

فبادر القوم ، وقد اضلهم الهوى قائلين له :

« والله. الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك .. »

فصمت عليه السلام برهة ، ونظر الى القوم ، فاذا ليس له معين ولا ناصر فقال بصوت حزين النبرات.

« إذا تقتلون عبد الله ، وأخا رسوله!! »

واندفع ابن الخطاب ، وهو مندلع الثورة فرد على الامام

« اما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا!! »

وتناسى عمر ان امير المؤمنين اخو النبي ، ونفسه وباب مدينة علمه ، والتفت الى أبي بكر يحثه على الايقاع به ، قائلا :

« الا تأمر فيه بأمرك؟؟ »

مخ ۱۵۴