فإذا دار الفلك الأعظم فحرك جميع الكواكب تحرك كل كوكب منها على دائرة من هذه الدوائر فكلما قطعت نقطة من الفلك خمسة عشر درجة قيل قد مضت ساعة واحدة فإذا قطعت جميع الدائرة يكون الماضي من الزمان أربع وعشرون ساعة. وهي تقطع الدائرة بدورة واحدة يدورها الفلك الأعظم وبدورة هذا الفلك التامة يكون اليوم والليلة فلذلك صار اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة.
ونتوهم أيضا دائرة عظيمة تمر بمركز العالم وبالقطبين فتقطع دائرة معدل النهار بنصفين وتقطع العالم بأسره وتقطع كرة الأرض . وتقطع أيضا دائرة معدل النهار كرة الأرض بنصفين فيقسم الأرض بهاتين الدائرتين بأربعة أقسام متساوية قسمان منها مما يلي الشمال وقسمان منها مما يلي الجنوب. وأحد القسمين الشمالين هو الربع الغاص من الأرض. والدائرة التى تحدث في سطح الأرض من فصل معدل النهار تسمي خط الاستواء والنصف من هذه الدائرة الذي يحد المعمورة من الأرض هو طول العمارة وهو مائة وثمانون جزءا من أجزاء الدائرة. وفي وسط هذا الطول على خط الاستواء موضع يسمي وسط الأرض ويسمي القبة.
والدائرة الأخرى المارة على القطبين الفاصلة للأرض تسمي أفقا لوسط الأرض وتسمي أفقا لخط الاستواء. وهذه الدائرة تفصل العالم بنصفين فيكون أحد النصفين ظاهرا عند من يكون في وسط الأرض والنصف الآخر خفيا عنده. وكل دائرة عظيمة تقسم العالم بنصفين وتحد بين ما تظهر وما لا تظهر تسمي أفقا والموضع الذي في وسط الأرض هو كالقطب للدائرة التي تمر بالقطبين وتحد العمارة. والخط الخارج من مركز الأرض إلى ذلك القطب إذا خرج على استقامة حتى ينتهي إلى الفلك الأعلى فإن النقطة التي ينتهى إليها من سطح الفلك الأعلى تسمي سمت الرأس لأنها تسامت رؤوس الذين يكونون في وسط الأرض وتلك النقطة هي قطب بالحقيقة للدائرة العظيمة التي هي أفق لوسط الأرض. وكل نقطة من الأرض فإن النقطة المسامتة لها من الفلك الأعلى تسمي سمت الرأس لذلك الموضع من الأرض. والدائرة العظيمة التي تلك النقطة قطب لها هى دائرة الأفق لذلك الموضع من الأرض.
مخ ۱۳