مِاْئَةٌ وَعِشْرُونَ تَرْجَمَةً مخْتَارَةً مِنْ خَمْسَةِ آلاَفِ تَرْجَمَة
[حَيَاةُ التَّابِعِين]
«مخْتَصَرُ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ لِلإِمَامِ الذَّهَبيّ ٠ تِلْمِيذِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة»
إِعْدَادُ الكَاتِبِ الإِسْلاَمِيّ
يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محْمُودٍ الحَمَدَاني
حُقُوقُ الطَّبْعِ مَكْفُولَةٌ لِكُلِّ مُسْلِم
1 / 1
الْكَاتِبُ في سُطُور:
ـ الاسْمُ: يَاسِر أَحْمَد محْمُود أَحْمَد [الاِسْمُ الأَدَبيُّ الَّذِي أَكْتُبُ بِهِ: يَاسِر الحَمَدَاني]
ـ المُؤَهِّلُ الدِّرَاسِي: تخَرَّجْتُ مِن أَحَدِ مَعَاهِدِ الدُّعَاةِ التَّابِعَةِ لِلْجَمْعِيَّة الشَّرْعِيَّة بِتَقْدِير جَيِّد ٠
ـ بَدَأَتْ صَدَاقَتي بِالتُّرَاثِ مِن عِشْرِينَ سَنَة، قَضَّيْتُهَا بِفَضْلِ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ أَجْمَعُ نَوَادِرَ وَجَوَاهِرَ الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ وَالشِّعْرِ الْعَرَبيِّ وَالحِكَمِ وَالأَمْثَال ٠
1 / 2
النَّشَاطُ الدِّينيُّ وَالأَدَبيّ:
طُبِعَتْ وَنُشِرَتْ لي عِدَّةُ مُؤَلَّفَات، وَهِيَ عَلَى التَّرْتِيب:
١ التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الأُولىَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة ﴿٢٠٠٠م﴾
٢ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالقَدَر: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق ﴿٢٠٠١م﴾
٣ القَنَاعَةُ وَالرِّضَا: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق ﴿٢٠٠٢م﴾
1 / 3
٤ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، نَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق ﴿٢٠٠٢م﴾
٥ التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ في دَارِ هَاشِم لِلتُّرَاث، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة ٠ ﴿٢٠٠٣م﴾
٦ الرِّضَا بِقِسْمَةِ الأَرْزَاق: طُبِعَ في دَارِ الْكُتُبِ العِلْمِيَّة ٠ بَيرُوت ٠ ﴿٢٠٠٤م﴾
٧ جَوَاهِرُ مِن أَقوَالِ الرَّسُول: طُبِعَ في دَارِ الحَرَمَين ٠ مِصْر ٠ ﴿٢٠٠٨م﴾
ـ نَشَرَتْ لي كُبْرَيَاتُ الصُّحُفِ المِصْرِيَّة: كَالأَخْبَارِ وَالْوَفْدِ وَعَقِيدَتي وَآفَاق عَرَبِيَّة ٠
ـ كَمَا قَدَّمْتُ عِدَّةَ حَلْقَاتٍ دِينِيَّة وَأَدَبِيَّة؛ لِلإِذَاعَةِ المِصْرِيَّة ٠
ـ كَمَا قَدَّمَتْ لي قَنَاةُ الرَّحْمَةِ قَصِيدَةً مُغَنَّاةً عَنِ الإِسَاءَةِ الدِّنمَارْكِيَّة بِعُنوَان «إِلاَّ الحَبِيب»
1 / 4
المُقَدِّمَة
تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، تَبَارَكَ ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَام ٠٠
فَالِقُ الإِصْبَاح، وَقَابِضُ الأَرْوَاح، وَمُرْسِلُ الرِّيَاح، الَّذِي لاَ يُحِيطُ بجَمَالِهِ مَدَّاح ٠
لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَاسِعُ الرَّحْمَةِ وَاسِعُ المَغْفِرَة، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يُحْيى وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوت ٠٠
يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءًا مِنَ الذَّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات ٠٠!!
إِلَهِي وَمَوْلاَيَ مَا أَعْظَمَكْ ... وَمَنْ في الْوَرَى لاَ يَرَى أَنعُمَكْ
﴿يَاسِر الحَمَدَاني﴾
1 / 5
نُسِيءُ إِلَيْكَا؛ وَتحْسِنُ إِلَيْنَا، فَمَا قَطَعْتَ إِحْسَانَكَ، وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا ٠٠!!
اللَّهُمَّ اعْفُ عَنَّا وَلاَ تَلْعَنَّا، وَخُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ مِثْلَمَا تُرْضِينَا؛ الْعَبْدُ يَهْفُو وَالرَّبُّ يَعْفُو
اعْفُ يَا مَوْلاَيَ عَنيِّ ... وَامْحُ مَا قَدْ كَانَ مِنيِّ
لاَ تُعَذِّبْني فَإِنيِّ ... فِيكَ قَدْ أَحْسَنْتُ ظَنيِّ
﴿يَاسِر الحَمَدَاني﴾
1 / 6
عَلَيْكَ اعْتِمَادِي وَفِيكَ اعْتِقَادِي ... وَحُبُّكَ زَادِي لِيَوْمِ اللِّقَاءْ
فَأَنْتَ الْقَرِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ ... وَأَنْتَ المجِيبُ سَمِيعُ الدُّعَاءْ
دَعَاكَ خُشُوعِي وَسَالَتْ دُمُوعِي ... وَصَعَّدْتُ في اللَّيْلِ مُرَّ الْبُكَاءْ
أَنِرْ لي الطَّرِيقَا وَكُنْ بي رَفِيقَا ... إِذَا اجْتَزْتُ ضِيقَا وَحَلَّ بَلاَءْ
﴿الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالْبَاقِي لِعِصَامِ الْغَزَالي بِتَصَرُّف﴾
1 / 7
أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا ... في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ
وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً ... حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني
وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنًَا ... وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني
وَاللهِ لَوْ عَلِمُواْ بِمَا كَسَبَتْ يَدِي ... لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلقَاني
يَا رَبِّ فَانْصُرْني عَلَى نَفْسِي بِمَا ... تَرْضَاهُ وَانْصُرْني عَلَى الشَّيْطَانِ
﴿مِنْ نُونِيَّةِ الْقَحْطَاني بِتَصَرُّف﴾
1 / 8
إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءَتي ... إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ
فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرًا إِلَيْكَ بحُجَّةٍ ... فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ
أَتَيْتُكَ مُفْتَقِرًا إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ ... لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ
﴿الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس، وَيُنْسَبَانِ لمحْمُودٍ الْوَرَّاق، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ ٠ بِتَصَرُّف﴾
1 / 9
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرَا، وَدَاعِيًا إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرَا، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمًا كَثِيرَا ٠٠
1 / 10
أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا ... بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا
أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى ... وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا
نَادَيْتَ أَشْجَارًا أَتَتْكَ مُطِيعَةً ... وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا
وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ ... صُمُّ الحَصَى لِلَّهِ في يُمْنَاكَا
وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ ... وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا
مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى ... أَنْ يَجْمَعَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مَعْنَاكَا
صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ يَا عَلَمَ الهُدَى ... مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا
﴿شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف﴾
1 / 11
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر
﴿إِعْدَادُ الكَاتِبِ الإِسْلاَمِيّ / يَاسِر الحَمَدَانِي﴾
1 / 12
نُبْذَةٌ عَن هَذَا المُخْتَصَر
إِنَّ أَغْلَبَ المُخْتَصَرَاتِ وَجُلَّهَا ٠٠ إِنْ لَمْ يَكُنْ كُلَّهَا: تَنَاوَلَتْ كِتَابَ «سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء»: كَكِتَابٍ في الرِّجَال؛ لِذَا لَمْ يَنْتَفِعْ عَامَّةُ المُسْلِمِينَ بِالْكِتَابِ وَلاَ بمُخْتَصَرَاتِه: لِذَا تَنَاوَلَتُهُ بِاعْتِبَارِهِ كِتَابَ رَقَائِقَ وَأَدَب، وَرُبَمَا كَانَتْ رَقَائِقُهُ تِلْكَ هِيَ السِرُّ في إِخْرَاجِ وَرَوَاجِ هَذَا الْكِتَابِ الدَّفِين، مِنْ بَينِ كُتُبِ المُؤَلِّفِين، وَانْنِشَارِهِ بَينَ أَيْدِي المُثَقَّفِين؛ لِذَا قُمْتُ بِاخْتِصَارِهِ لِعَامَّةِ المُسْلِمِين؛ رَاجِيًَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين: أَنْ يَغْفِرَ لي بِهِ خَطِيئَتي يَوْمَ الدِّين ٠
1 / 13
جَمَعْتُ في مخْتَصَرِي هَذَا أَرْوَعَ وَأَمْتَعَ مَا دَوَّنَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ عن أَئِمَّةِ المحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالمُفَسِّرِينَ وَالزُّهَّاد، مِن أَقْوَالِهِمْ وَمَوَاقِفِهِمْ، وَاخْتَصَرْتُ بِالطَّبْعِ تَطْوِيلَهُ وَتَفْصِيلَهُ وَاسْتِفَاضَتَهُ في ذِكْرِ الشُّيُوخِ وَالتَّلاَمِذَة، وَانْتَقَيْتُ الجَيِّدَ وَالصَّحِيحَ مِنَ الْقَصَصِ الَّتي أَوْرَدَهَا عَن هَؤُلاَءِ الجَهَابِذَة، مُخْتَصِرًَا التَّعْلِيقَاتِ وَالتَّعْقِيبَات، مُقْتَصِرًَا بِالتَّأْكِيد: عَلَى كُلِّ نَادِرٍ وَمُفِيد؛ مِن هَذَا الْكِتَابِ الْفَرِيد ٠
فَبَدَأْتُ أَعْرِضُ في سُطُور، كُلَّ مَا أُثِرَ مِنَ الدُّرُِّ المَنْثُور، وَالْقَوْلِ المَأْثُور: عَن أُوْلَئِكَ الْعُلَمَاءِ وَالحُفَّاظ؛ فَإِذَا بي أَعْثُرُ فِيهِ عَلَى كَلاَمٍ لَهُمْ كَالأَلْمَاظ؛ فَكِتَابُ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، يُعَدُّ بِحَقٍّ نُزْهَةً لِلْعُقَلاَء؛
1 / 14
نَالَ حُبيِّ وَسَلَبَ لُبيِّ وَهُوَ جَدِيرٌ بِسَلْبِ الْقُلُوبِ وَالأَلْبَاب، فَإِنَّ التَّرَاجِمَ شَيْءٌ عُجَاب؛ وَلِذَا قَرَّرْتُ اخْتِصَارَ هَذَا الْكِتَاب، وَقَرَارُ اخْتِصَارِهِ جَاءَ بِاعْتِبَارِهِ كسَائِرِ كُتُبِ الأَخْبَار، لاَ يَخْلُو مِنَ الإِكْثَار؛ فَعَكَفْتُ عَدَّةَ أَشْهُرٍ عَلَيْه، أَجْمَعُ النَوَادِرَ وَالجَوَاهِرَ الَّتي بَينَ دَفَّتَيْه، وَعَنوَنْتُهَا بِعُنوَان: «حَيَاةُ التَّابِعِين» ٠
كَانَ مَنهَجُ المُؤَلِّف [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ] في سَرْدِ أَخْبَارِهِمْ: تَقْسِيمَهُمْ إِلىَ طَبَقَاتٍ بحَسْبِ الْفَتْرَةِ الزَّمَنِيَّة: فَبَدَأَ بِالصَّحَابَةِ ﵃ [مُتَجَاهِلًا الخُلَفَاءَ الأَرْبَعَة!!]، ثُمَّ انْطَلَقَ في ثَلاَثَةِ مجَلَّدَاتٍ رَتَّبَهُمْ حَسْبَ تَوَارِخِ وَفَاتِهِمْ: فَبَدَأَ بِمَنْ مَاتُواْ في حَيَاةِ النَّبيِّ ﷺ،
1 / 15
وَانْتَهَى ﵀ بِآخِرِ الصَّحَابَةِ ﵃ وَفَاةً، وَقَدِ اخْتَصَرْتُ هَذِهِ المجَلَّدَاتِ الثَّلاَثَةِ بَعْدَ أَنْ زِدْتُ عَلَيْهَا مِثْلَيْهَا مِنْ صَحِيحِ الحَدِيثِ النَِّبَوِيِّ تحْتَ عُنوَان «أَصْحَابُ محَمَّد»، وَبَدَأْتُ اخْتِصَارِي في «حَيَاةِ التَّابِعِين» مِنَ المُجَلَّدِ الرَّابَِعِ إِلىَ آخِرِه، حَتىَّ وَصَلْتُ إِلىَ آخِرِه: لِيَكُونَ هَذَا المجَلَّدُ الَّذِي حَلَّ مِنْكَ الْيَدَا، خُلاَصَةَ عِشْرِينَ مجَلَّدَا، جَعَلَهُ اللهُ نُورًَا وَهُدَى
وَمَضَى الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في ذِكْرِ التَّابِعِينَ تِبَاعًَا بحَسْبِ تَوَارِيخِ وَفَاتِهِمْ: الأَحْدَثَ فَالأَحْدَث ٠٠٠ وَهَكَذَا ٠
أَمَّا اخْتِصَارِي «حَيَاةُ التَّابِعِين»: فَقَسَّمْتُهُ إِلىَ طَبَقَاتٍ بحَسْبِ تَخَصُّصِهِمْ، وَرَتَّبْتُ شَخْصِيَّاتِ كُلِّ طَبَقَةٍ بِنَاءًَا عَلَى شُهْرَتِهِ؛ بَادِئًَا بِالأَشْهَرِ فَالأَقَلِّ شُهْرَة ٠
1 / 16
أَبْوَابُ الْكِتَاب:
الطَّبَقَةُ الأَوَّلىَ: أَوْرَدْتُ فِيهَا تَرَاجِمَ أَئِمَّةِ المحَدِّثِين [أَصْحَابِ الصِّحَاحِ وَالمَسَانِيدِ وَالسُّنَن]
الطَّبَقَةُ الثَّانيَة: أَوْرَدْتُ فِيهَا تَرَاجِمَ كِبَارِ المحَدِّثِين [سَائِرَ عَمَالِيقِ الحَدِيثِ بِاسْتِثْنَاءِ النُّقَاد]
الطَّبَقَةُ الثَّالِثَة: أَوْرَدْتُ فِيهَا تَرَاجِمَ النُّقَّادِ مِنَ المحَدِّثِين ٠
الطَّبَقَةُ الرَّابِعَة: أَوْرَدْتُ فِيهَا تَرَاجِمَ أَعْلاَمِ الْفُقَهَاء ٠
الطَّبَقَةُ الخَامِسَة: أَوْرَدْتُ فِيهَا تَرَاجِمَ أَعْلاَمِ المُفَسِّرِين ٠
الطَّبَقَةُ السَّادِسَة: أَوْرَدْتُ فِيهَا تَرَاجِمَ أَعْلاَمِ الْقضَاةِ وَالْوُلاَةِ وَالنُّحَاة ٠
الطَّبَقَةُ السَّابِعَة: أَوْرَدْتُ فِيهَا تَرَاجِمَ أَعْلاَمِ الزُّهَّاد ٠
الطَّبَقَةُ الثَّامِنَة: أَوْرَدْتُ فِيهَا تَرَاجِمَ المَشَاهِيرِ مِنَ الْعَلَوِيِّين ٠
1 / 17
وَعَرْضِي لِلتَّرْجَمَةِ كَانَ كَالتَّالي:
ـ بَدَأْتُ بِذِكْرِ أَصَحِّ الأَقْوَالِ الَّتي رَجَّحَهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في تَارِيخِ مَوَلِدِ وَوَفَاةِ صَاحِبِ التَّرْجَمَة ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَذْكُرُ أَشْهَرَ شُيُوخِهِ، وَأَشْهَرَ تَلاَمِذَتِه ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَذْكُرُ نُبْذَةً عَنْ نَشْأَتِهِ وَرِحْلاَتِهِ في طَلَبِ الْعِلْم، وَجِدِّهِ في تَحْصِيلِه ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ في ذِكْرِ ثَنَاءِ الأَئِمَّةِ عَلَيْه ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَذْكُرُ مَا قِيلَ عَنهُ في نُبُوغِهِ المُبَكِّرِ أَوْ عَبْقَرِيَّتِهِ ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَذْكُرُ مَا قِيلَ عَن حِفْظِهِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ ٠
1 / 18
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَذْكُرُ نُبْذَةً عَنْ صَلاَحِهِ وَتَقْوَاه، وَخُشُوعِهِ في الصَّلاَه، وَخَوْفِهِ مِنَ الله، وَوَرَعِهِ في فَتَاوَاه ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَسْتَعْرِضُ حَيَاتَهُ وَمَا فِيهَا مِنَ المحَنِ وَالمُعَانَاة، وَأَخْبَارَهُ مَعَ كُلِّ مَن آذَاه ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَعْرِضُ مَنهَجَهُ في الْفَتْوَى إِنْ كَانَ فَقِيهًَا، أَوْ مَنهَجَهُ في التَّفْسِيرِ إِنْ كَانَ مُفَسِّرًَا، أَوْ في التَّاْلِيف ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَذْكُرُ نُبْذَةً عَنْ مجْلِسِهِ وَعَن حُبِّ النَّاسِ لَهُ ٠
ـ ثُمَّ بَدَأْتُ أَذْكُرُ بَعْضَ كَرَامَاتِهِ ٠٠ في حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، وَبَعْضَ أَخْبَارِ مَنْ رَآهُ في مَنَامَاتِهِ ٠
1 / 19
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنيِّ بِقَبُولٍ حَسَن، وَأَنْ يُوقِظَ بِهِ المُسْلِمِينَ مِنَ الْوَسَن، وَأَنْ يَكْفِيَني وَإِيَّاهُمْ شُرُورَ هَذَا الزَّمَن، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا مَصَائِدَ الشَّيْطَانِ وَمُغْرِيَاتِ الْفِتَن، وَأَنْ يَجْعَلَ لحَيَاةِ التَّابِعِين: بَرَكَةً بَينَ المُسْلِمِين، وَأَنْ تَعْمُرَ بِهِ قُلُوبُ وَبُيُوتُ المُؤْمِنِين، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِين، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين ٠
﴿الفَقِيرُ إِلىَ عَفْوِ الرَّحْمَنِ / يَاسِر الحَمَدَاني﴾
1 / 20