أشخاص الرواية
المنظر
أشخاص الرواية
المنظر
الهواري
الهواري
رواية تلحينية عربية ذات فصل واحد
تأليف
إبراهيم رمزي
أشخاص الرواية
ناپیژندل شوی مخ
الهواري:
رجل شريد من صحراء عيذاب بمصر سنه 60.
قام بأداء هذا الدور عبد العزيز أفندي خليل.
الأب:
أبو مصطفى وعمدة إحدى قرى الفيوم سنه 60.
قام بأداء هذا الدور عباس أفندي فارس.
مصطفى:
ابن العمدة وعاشق سلمى تلميذ بمصر سنه 17.
قام بأداء هذا الدور الشيخ حامد مرسي.
الأم:
ناپیژندل شوی مخ
أم مصطفى امرأة العمدة سنها 50.
قام بأداء هذا الدور الست ماري كافوري.
سلمى:
ابنة أبي الفوارس الهواري سنها 15.
قام بأداء هذا الدور الست سرينا إبراهيم.
جمع من الفلاحين والفلاحات وامرأة من القاجار. •••
وضعت هذه الرواية في شهر يونية سنة 1918 ومثلتها فرقة الأستاذ جورج أبيض في تياترو باتيه في 12 أغسطس سنة 1918 ولحن أناشيدها الأستاذ سيد درويش.
المنظر
(«حضير» في منزل أبي الفوارس الهواري من دوار أبي مصطفى عمدة القرية الفيومية. به مصطبة إلى أعلى. إلى جوارها من اليمين باب، هو في الوسط، واسع يظهر منه عن بعد مزرعة قطن أشرقت عليها شمس الغروب فهي زاهية، وإلى يمين المرسح باب غرفة وإلى يساره غرفة أخرى، بل هي ردهة تؤدي إلى بيت العمدة. والمكان مفروش بحصيرة «قياس». والمصطبة عليها «شريط» من السمار له مساند من القطن، مخدات.. وقد ترى أدوات المنزل من قلل وزير وما يلحق بمنزل عربي يعيش عيشة الفلاحين من أدوات الدار.
إذا ارتفع الستار وجدت الحسناء سلمى جالسة في حالة تفكير على المصطبة وهي لابسة جلابية عربية قصيرة؛ أي إنها تصل إلى ما دون الركبة بفتر تقريبا. وعلى رأسها عطفة زرقاء. وهي بيضاء اللون خمرية لون الخد صغيرة الوجه وفي عنقها عقد من العقيق والخرز الأزرق ... ثم تسمعها تغني ترنما.)
ناپیژندل شوی مخ
سلمى :
طال شوقي لحبيبي مصطفى
غاب عني أشهرا وما اكتفى
يا حبيب القلب أدرك مدنفا
كاد يرديه التجني والجفا (في هذه الأثناء كان مصطفى قد وصل إلى البلدة من المحطة وهو بلباسه الإفرنجي فلما سمعها تغني هذه الأبيات انطلق يرد عليها بالأبيات الآتية.)
مصطفى :
أين سلمى أين من قد شغفا
بهواها القلب حتى تلفا
إن تضني بالسلام صلفا
جدت يا سلمى بنفسي سرفا (فلما سمعت سلمى صوته نهضت من مكانها وتلفتت هنا وهناك.)
ناپیژندل شوی مخ
سلمى :
من هذا الذي يسميني باسمي! أيكون مصطفى قد عاد من القاهرة! وي (يدخل مصطفى)
مصطفى! (تجري إليه ويجري إليها فاتحا ذراعيه! وتستسلم له.)
مصطفى :
سلمى، سلمى! (يقبلها.)
سلمى :
مصطفى! مصطفى (وتنظر في وجهه تمتع عينيها برؤيته وتسكت مدة طويلة ثم تقول)
أنت هنا أيها الحبيب! أنت هنا ولا تدخل علي! كيف؟ أخبرني.
مصطفى :
أتيت من القطار إليك توا.
ناپیژندل شوی مخ
سلمى (تأخذه إلى الأمام) :
والله لو كنت قد مررت ولم تمل علي قبل سواي ما عفوت عنك.
مصطفى (بتلطف) :
كيف أملك أن أرى قبلك أحدا؟ إن أمي تلتهب شوقا إلي وهي هنا لا يفصلها عنك إلا وصيد الدار. ومع ذلك ... (يقطع حديثه عن أمه)
آه يا سلمى! ما تمنيت على الله شيئا في هذه الأشهر الثلاثة التي احتبست فيها في المدرسة بعد عيد النحر إلا أن أراك وأملأ عيني من نور هذا الوجه الصبيح (يقبلها)
وأمتع هذا الصدر بضمك إليه (يضمها إلى صدره)
هنيهة من الزمان ليهدأ هذا القلب الذي يدق الآن لصاحبه دق البشرى بهذا اللقاء يا سلمى! كيف حالك أيتها الحبيبة؟
سلمى :
كما ترى يا مصطفى! كما ترى! لقد شفني الوجد لنواك، ولطالما تمثلتك جالسا إلى جانبي في بطن وادي الصفصافة ثم تنبهت لنفسي فلم أجدك بجواري فأسرفت عيني في دموع تروي شبح تلك الصفصافة التي سقيناها من قبل شآبيب السعادة وأمواه الغرام. خبرني كيف كان بعدك عني؟
مصطفى (بتأوه خفيف طويل) :
ناپیژندل شوی مخ
كيف كان! كيف كان! ألا تعرفين؟ (ثم ينطلق يغني الأبيات.)
سلي خيالك عن قلبي وما وجدا
وما لقيت وما لاقى وما شهدا
قد كان في القلب طيف منك يؤنسني
واليوم من نار هذا القلب قد شردا
فإن بكت وحدتي عيني فقد أمنت
نفسي عليه من النيران إذ بعدا
كم ليلة بتها أرعى سواهدها
حتى رقدن وجفني قط ما رقدا
مللن مني أنات أرددها
ناپیژندل شوی مخ
فملن عني مع الصبح الذي وفدا
يا أيها الجفن خبرها بما فعلت
بك الدموع وأشهد ذلك الرمدا
وإذ بلغت المنى فاعص الدموع إذا
هلت تحيي محيا البدر حين بدا
أو فارو بالدمع ورد الخد تلثمه
عند اللقاء وغصن القد إذ ملدا
لا تجر يا جفن دمعي في اللقاء على ال
خدين مني مجرى حرقة أبدا (ينشد هذه الأبيات وعيناه مغرورقتان بالدموع فتدني سلمى يدها من عينيه وتمسح الدموع وهي تحادثه أو تقبله بلطف.)
سلمى :
ناپیژندل شوی مخ
هون عليك أيها الحبيب! إنك الآن بين ذراعي فجفف هذي الدموع، حرام أن تجري دموع السرور على خدك حيث جرت دموع الوجد والأنين (تقول هذا وهي مغرورقة بالدموع) .
مصطفى :
وأنت أيتها الحبيبة، لماذا تبكين؟
سلمى :
إن هي إلا دمعة فرح بلقياك اعتدتها في نواك، أتحسب أنك فارقتني أيها الحبيب؟ لقد كانت أيامي بك وليالي فرقة ساعة تعقبها بطيفك لقيا هناءة، تدر لها عيني درة غبطة ونعيم (تجلس بجواره)
وعما قريب نجتمع اجتماعا لا فراق بعده. أفتأبى علي أن أودع الوجد بدمعة وأستقبل السعد بأخرى؟!
مصطفى :
افعلي ما شئت أيها الحبيبة فإني أعرف ما في الدموع من لذة الدامع. ولعمري (ذراعه حول عنقها)
ليس من حق المحب أن يدل على المحبوب ببكاه؛ فإن له من هذي الدموع سلوى لنفسه وعزاء لروحه.
سلمى :
ناپیژندل شوی مخ
هو كذلك أيها الحبيب (تتنبه إلى وقع أقدام فتلتفت)
من القادم؟
مصطفى (يتنبه بلطف) :
من؟
سلمى (تنهض وتسير صوب الباب الموصل إلى بيت العمدة إلى يسار المرسح بالنسبة للمتفرج) :
هذي أمك آتية.
مصطفى (ينهض عجلا عن المصطبة) :
أمي! وا سوأتاه! إنها ستعيب علي أني لم أرها أول الناس. ماذا أقول لها؟
سلمى :
قل لها ما شئت أيها الحبيب، إنه لا يغضبها أنك معي أو تكون لي.
ناپیژندل شوی مخ
مصطفى :
كيف؟
سلمى :
هي قالت لي ذلك ... مرحبا بك يا خالتاه.
الأم (تدخل وعلى رأسها صينية عليها أطباق مغطاة وهي في لباس نظيف مهندم من لباس أهل القرى وعلى رأسها عصبة من الحرير النفيس الملون بمختلف الألوان ذات أهداب طويلة مدلاة فوق ظهرها، وهي في الخمسين من عمرها أو دون ذلك) :
مرحبا بك يا سلمى. هذا طعام أبيك يا بنيتي. (تلتفت)
وي! مصطفى! أنت هنا؟!
مصطفى :
معذرة يا أماه.
الأم (تناول الصينية سلمى فتدخلها هذه الغرفة اليمنى على المصطبة وتهرع الأم إلى ولدها تقبله) :
ناپیژندل شوی مخ
يا حبيب قلبي! لقد علمت من الكلاف أنك وصلت من المحطة بالسلامة. فلما لم تدخل زعمت أنك ذهبت للقاء أبيك (تعود سلمى)
ولكنك لم تشأ أن ترى هذا أيضا. أخذت تنساني يا بني! ماذا ينسي الولد أمه إلا الحبيبة التي يهواها (تنظر إلى سلمى باسمة) .
مصطفى :
ما نسيت والله يا أماه. ولكني رأيت سلمى قريبة مني فلم أشأ أن أمر بدارها ولا أراها. أنت علمتني ذلك يا أماه. ألم تقولي لي آثر عمك الهواري على أبيك في البر وابنته سلمى على أختي هاجر؟
الأم :
صدقت يا بني، كن كذلك دائما. ولكني أم، فلا تؤاخذني إذا نسيت ما به أوصيتك.
سلمى (تتقدم منها وتتعلق بأكتافها وتنظر إليها) :
يا خالتاه! لو جازت الصلاة لغير الله لصليت لك. ولكني لا أملك إلا حبا عظيما وشكرا خالدا لا يعلم إلا الله وأبي نجواه.
الأم :
أنت ابنتي يا سلمى (تقبلها)
ناپیژندل شوی مخ
وستكونين لابني هذا عما قريب. لن يمر إن شاء الله أسبوع حتى أزفك إليه وأراكما مني كالحمامتين لدى برجهما يتناجيان وسأبني لكما دارا بالقرب مني، من مالي أنا ثم أهبها لك أنت يا سلمى (تقبلها) .
سلمى (تقع على ركبتيها وتتعلق بالثوب حيث تصل يدها من قامة الأم) :
اللهم اغفر لي ركوعي، فإنما هذا الجود من جودك وهذي المروءة من إحسانك، لا طاقة لي على شكرك قائمة (تأخذ يدها وتقبلها) .
مصطفى (يقف يتنهد من الفرح) :
وا فرحتاه!
الأم :
سلمى، سلمى! انهضي يا بنيتي، وتعالي معي إلى الدار لأعطيك العقد الذي دخلت به على أبي مصطفى.
مصطفى :
انهضي يا سلمى (يذهب إليها ويقيمها)
هذا عقد مبارك إن شاء الله، إنه من الدرر النادرة يا سلمى وللدرة في البيت بركة عميمة.
ناپیژندل شوی مخ
سلمى :
شكرا لك يا خالتاه.
الأم :
واذهب الآن يا مصطفى إلى أبيك، إنه عند السواقي وإذا سلمت عليه وجلست منه فقل له أمي تقرئك السلام.
مصطفى :
طوعا يا أماه، ولكن ما معنى هذا؟ أأنك لم تريه منذ عهد بعيد؟
الأم (تضحك بهدوء وصوت لا أثر فيه للحدة مطلقا، بل هو ضحك القانتات كالراهبات ومن أشبههن) :
ها، ها، إنه علامة بيني وبينه، لقد طلبت إليه أن يفاتح ضيفنا الكريم في شأن زواجك فقال إنه يخشى ألا تكون لك رغبة في الزواج وقد جعل علي أمر سؤالك. وها أنا ذا قد عرفت كل شيء، فاذهب إليه أقرئه السلام، ثم تعال إلينا في الدار على بركة الله. هلم يا سلمى (تخرج هي وسلمى. وإذ ينفرد مصطفى بنفسه يأخذ يتطلع إليها لحظة ثم ينطلق ينشد) :
صفا لي الدهر يا سلمى فعاطيني
من ثغرك العذب، أقداحا تداويني
ناپیژندل شوی مخ
دنا الوصال فلا دمع يباكرني
وجدا عليك ولا نوح يغاديني
سأسهر الليل لا شجوا ولا أرقا
بل فرحة بك في نعمى تواليني
صبرت للحب حتى إذ وهى جلدي
وافاني الدهر عن صبري يجازيني
أثني على الدهر فضلا كنت أنكره
والدهر أكرم نفسا لا يعاديني
يا أيها الدهر عفوا إن يلمك شج
هل يحسب الصب إلا في المجانين؟
ناپیژندل شوی مخ
أحق بالبر مسكين شكا فلحا
والصب يا دهر مسكين المساكين (يهم بالخروج من الباب الأوسط وإذا بأبيه العمدة داخلا فيلاقيه.)
الأب :
ولدي، مصطفى! مرحبا بك في دار أبيك، لماذا لم تجئني يا بني؟ لقد علمت أنك وصلت من المحطة منذ ساعة، فلما لم تجئ إلي تمتعني بنظرة إلى هذا الوجه الصبيح سعيت إليك يا بني.
مصطفى :
عفوك يا أبي، لقد كنت على وشك أن أسعى إليك ساعة دخلت، فإن أبى الله إلا أن تجيء أنت إلي فذلك لأن الله يأبى إلا أن يكون لك الفضل علي في كل شيء وليكون لي من تقصيري خجلة تذكرني دائما أني لا أستطيع أن أجزيك عن برك بي لا حبا ولا شكرا . اعف عني يا أبتاه! اعف عني (تدمع عينه) .
الأب :
إلي يا بني إلي! لا تبك، لماذا تبكي؟ إني إنما أعيش لك وأسعى، وأجمع المال ليكون لك عدة في الحياة، فإذا سعيت على قدمي فإنما أسعى إلى نفسي، وحسبي يا بني أن أراك بعيني كل يوم، هذا جزائي منك ولا أطلب إليك سواه.
مصطفى :
آه يا أبي! لولا أنه يجري في عروقي من دمك النبيل فيض كوثري لأفسدني هذا المقال. ولكني أعلم يا أبتاه أن حب الوالد من حب الله، ومن يحببه الله فقد وجبت له عليه الصلاة. سأصلي يا أبي! أجل سأصلي فوق الفروض والسنن، فرضا علي بما نعمني به من حبك، ثم أدعوه أن يطيل في حياتك لأتذوق نعيم الجنة في الدنيا، فما حياتي في جوارك إلا كحياة الأبرار في ظل الملائكة الأطهار.
ناپیژندل شوی مخ
الأب :
شكرا لك يا بني شكرا (يقبله) ، أرأيت أمك؟
مصطفى :
أجل يا أبي: وهي التي دلتني على مكانك حين هممت إليك محملا منها برسالة سلام.
الأب :
كيف؟ ماذا حملتك؟
مصطفى :
كلفتني أن أذهب إليك فأقرئك السلام.
الأب (يبتسم) :
وعليها السلام ورحمة الله. (يسكت ثم يتكلم)
ناپیژندل شوی مخ
أفأنت إذن لا تأبى زواج سلمى؟
مصطفى (بحياء) :
أبي!
الأب :
لا تستحي مني يا بني! خبرني ولا تحتشم. لقد كانت عزيمتي قد صحت على تزويجك في هذا العام بعد إذ أتممت دروس المدرسة وبلغت سن الرشد. إني لا أود لك أن تسلك طريق الحكومة، لا كبرا عنها، ولكن أجدادك الأقدمين كانوا حكاما ومنهم من لم يرض الله ولا الخلق، وأنا رجل عجوز احتسبت أولادي عند الله جميعا كما احتسب ضيفنا الهواري ذكوره جميعا. وأشتهي يا بني أن أزفك إلى عروس يرتاح لها قلبي كما ارتاح لأمك المباركة، ليكون لك أولاد يتصل بهم نسبنا في الصالحين. فماذا ترى في ذلك؟
مصطفى :
أنت وما ترى يا أبتي.
الأب :
أيرضيك أن أزف إليك سلمى ابنة ضيفنا الهواري؟
مصطفى :
ناپیژندل شوی مخ
أبي!
الأب :
أريد أن أسمع منك جواب الرضا إن رضيت. إن أمك تبلغني رضاك، ولكني أود استماع الجواب منك (يبتسم) .
مصطفى :
أجل يا أبي، افعل ما تريد متكرما.
الأب :
أم ترى أن أزف إليك فاطمة ابنة خالك؟
مصطفى :
بل سلمى يا أبي، إني أحب سلمى.
الأب :
ناپیژندل شوی مخ
ها، ها، ها. فلتكن سلمى يا بني، هذي فتاة تصلح لك وما كنت أشتهي إلا أن أراها في بيتي قياما بحق المروءة علي. لا تحسب يا بني أنها كعامة الناس، إن أباها هذا كان سيد قومه، كان زعيم بطن من الهوارة يسكنون صحراء عيذاب ثم اختلف بعضهم معه على دار وتقاتلوا حتى أفنى بعضهم بعضا. وكان أبو الفوارس مقهورا فنبا بنفسه عن مكان ذلته تاركا من ورائه جثث خمس من أولاده وقصد الفيوم بابنته سلمى هذي وعمرها إذ ذاك دون التاسعة. ولما نزل علي يا بني ضيفا لم يكن يتذوق طعامنا إلا كل ثلاثة أيام، كبرا عن طعام الناس. ولكني كنت وحقك يا مصطفى لا أذكر أنه ضيفي ولا أشعر أنه في بيتي، وإنما أشعر أني وإياه في بيت الله، فما هذا الملك الواسع إلا من فضل الله. ولقد عاشرت الرجل فتبينت حاله وتفحصت معدنه، وعلمت أنه نقطة عطر مشتارة من ربيع الأعراب. ولقد كنت ثاكلا وكان ثاكلا أيضا فجمع الأسى بيننا. ثم رأيته يتأفف من مكثه عندنا فأقطعته ما ورثته عن أمي وقلت له إن هذه الأرض لقاح لا يملكها أحد، إنما هي لمن أرادها. فأخذها يزرعها ليطعم نفسه منها. وأعطيته هذه الشقة من دواري حتى يبني له دارا. ولكنه علم بعد عهد أن الأرض لي فأكبرها ولم يعلم أني غيرت من حبي له، فآوى الرجل إلي وأقسم لا يفارقني حتى الممات.
مصطفى :
أحسنت الصنيع يا أبي، أحسنت.
الأب :
فإذا زوجتك من سلمى، فإني أزوجك ابنة رجل كريم؛ أي عربي في الأرض لا يعدل ملكا!
مصطفى :
أجل يا أبتي أجل.
الأب :
حسب الإنسان في الدنيا أن يكون عربيا ليكون كريما. فإذا زفت سلمى إليك، أتم به برهان ودي للهواري، فإنما أزف إليك بها العزة والمجد والطهارة بله هذا الجمال الذي لا يفوقه فيها إلا جمال نفسها وأدبها.
مصطفى :
ناپیژندل شوی مخ