هوامل او شوامل

ابو علي مسکویه d. 421 AH
180

هوامل او شوامل

الهوامل والشوامل

پوهندوی

سيد كسروي

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

د خپرونکي ځای

بيروت / لبنان

وَلَا يزَال كَذَلِك إِلَى أَن يعلم أَن الجزئيات لَا نِهَايَة لَهَا وَمَا مَا لَا نِهَايَة لَهُ فَلَا طمع فِي تَحْصِيله وَلَا فَائِدَة فِي النزاع إِلَيْهِ وَلَا وَجه لطلبه سَوَاء كَانَ فِي الْمَعْلُوم أَو فِي المحسوس. وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يقْصد من المعلومات إِلَى الْأَنْوَاع والذوات الدائمة السرمدية الْمَوْجُودَة أبدا بِحَالَة وَاحِدَة وَيكون ذَلِك برد الْأَشْخَاص الَّتِي بِلَا نِهَايَة إِلَى الْوحدَة الَّتِي يُمكن أَن تتأحد بهَا النَّفس وَمن المحسوسات المقتناة إِلَى ضرورات الْبدن ومقيماته دون الاستكثار مِنْهَا فَإِن اسْتِيعَاب جَمِيعهَا غير مُمكن لِأَنَّهَا أُمُور لَا نِهَايَة لَهَا. فَإِذن كل مَا فضل عَن الْحَاجة وَقدر الْكِفَايَة فَهُوَ مَادَّة الأحزان والهموم والأمراض وضروب المكاره. والغلط فِي هَذَا الْبَاب كثير وَسبب ذَلِك طمع الْإِنْسَان فِي الْغنى من مَعْدن الْفقر لِأَن الْفقر هُوَ الْحَاجة والغنى هُوَ الِاسْتِقْلَال اعني أَلا يحْتَاج بتة وَلذَلِك قيل أَنه الله - تَعَالَى - غَنِي لِأَنَّهُ غير مُحْتَاج بتة. فَأَما من كثرت قنياته فَإِنَّهُ ستكثر حاجاته بِحَسب كَثْرَة قنياته وعَلى قدر منازعته إِلَى الاستكثار تكْثر وُجُوه فقره وَقد تبين ذَلِك فِي شرائع الْأَنْبِيَاء وأخلاق الْحُكَمَاء. فَأَما الشَّيْء الرخيص الْمَوْجُود كثيرا فَإِنَّمَا رغب عَنهُ لِأَنَّهُ مَعْلُوم أَنه إِذْ التمس وجد وَأما الغالي فَإِنَّمَا يقدر عَلَيْهِ فِي الأحيان ويصيبه الْوَاحِد بعد الْوَاحِد فَكل إِنْسَان يتَمَنَّى أَن يكون ذَلِك الْوَاحِد ليحصل لَهُ مَا لم يحصل لغيره وَذَلِكَ من الْإِنْسَان على السَّبِيل الَّذِي شرحناه من أمره. (مَسْأَلَة مَا سَبَب نظر الْإِنْسَان فِي العواقب وَمَا مثاره مِنْهَا وَمَا آثاره فِيهَا؟)

1 / 211