يسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي نقد بصائر المهتدين بأنوار معرفته، وعصمهم من الزيغ والانحراف عن طريق محجته، وفقهم لاتباع طريق أنبيائه وأهل رسالته، وجعلهم متبعين لما أنزل عليهم من فرقانه وإبانته، وحماهم عن قلب الحقائق المعنوية والصورية بالأغاليط المتوهمة الظنية. من كل ماش مكب على وجهه، وعاقب من اتخذ إلهه هواه في سيره وسيرته، وأضله على علم، وختم على سمعه وبصيرته، بتغير في أبار المهالك والمعاطب من عماوته وحيرته. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، المنفرد بذاته وفردانيته عن جميع مخلوقاته وبريته، الذي أتصف بالصفات وتسمى بالأسماء في قدمه وأزليته وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله الذي بعثه إلى الخلق برحمته وهدايته صلى الله عليه وعلى آله أهل وده وولايته. وبعد: فإن الله تعالى يقول: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [الأعراف 33] ، وقال : ( أفن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صرط مستقيم) [الملك : 22]، فقد حرم علينا أن نقول عليه سبحانه ما لا نعلم كما رضي لنا أن نمشي على صراط مستقيم.
مخ ۲۹