ومثل ما حكيناه عن الجاحظ ، قول بعض الحكماء :
يجب للمتعلم أن يعرف فضل ما بين طلب العلم للمناسبة والشهوة ، وبين طلبه للرغبة ، وأن يعلم أن العلم لا يجود بمكنونه ، ولا يسمح بسره ومخزونه ، إلا لمن رغب فيه لكرم عنصره ، وفضل جوهره ، ورفعة عن التكسب ، وصانه عن الشباك وانتفع به ، وأنه لا يعطيه خالص فائدته حتى يعطيه خالص محبته .
فقد قالوا : ما شاب من شيب له .
وقد قيل : لا ينال العلم براحة الجسم
قال الشيخ + من السريع + :
( أبيت بالليل غريب الكرى
يأخذ مني الدرس والكتب )
( وقيم الحكمة في أنملي
يصوغ ما يسبكه اللب )
( أنف ضميري حين أرعفته
أفرغ ما استوعبه القلب )
( لسان كفي حين أنطقته
أرضاك فيه المنطق العذب )
( منحل في خلقه دابل
معظم في فعله ندب )
( ولم يكن بالغضب في خلقه
لكنه في صنعه غضب )
( ينكسه المرء فبعلو به
ورب نكس غبه نصب )
( ومذ غرفنا لذة لعلم لا
يعجبنا الخلو ولا العذب )
وقال بعض الأوائل :
مخ ۴۷