وخرج الوليد بن يزيد حاجا ومعه عبد الله بن جعفر ، فكانا ببعض الطريق يلعبان بالشطرنج ، فاستأذن عليه رجل من ثقبف ، فأذن له وستر الشطرنج بمنديل ، فلما دخل الرجل وسلم قال له الوليد : أقرأت القرآن قال : لا ، يا أمير المؤمنين ، شغلني عنه أمور وهنات .
قال : أفتعرف شيئا من الفقه قال : لا .
قال : أفرويت من الشعر ما تذاكر به قال : لا .
قال : أفعلمت من أيام العرب وأخبارها ما تزين به مجالسك قال : لا .
قال : فكشف المنديل عن الشطرنج وقال : شاهك ، فليس معنا أحد .
وفي كتاب للهند إن العالم إذا اغترب كان معه من العلم ما يكفيه كما الأسد معه من قوته ما يعيش به حيث ما توجه .
وفي الحديث : العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء .
ومن فضل العلم أنه ليس أحد يحب أن له بحظه منه خطرا .
وقال ابن عباس - رحمه الله - : وجدت عامة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحي من الأنصار ، إن كنت لأقيل بباب أحدهم ، ولو شئت لأذن لي ، ولكن ابتغي بذلك طيب نفسه .
وقال الحسن - رحمه الله - : من ترك طلب العلم حياء ، ألبسه الجهل سرباله ، ومن رق وجهه رق علمه .
مخ ۸۳