ومن ترك الطلب حتى كل ذهنه ، وعميت فطنته ، وتبلدت قريحته مع إدبار عمره ، كان كمن عمد إلى ما عنده من الياقوت والدر فرضه ، وأبطل الجمال والنفع به .
وإذا كان ما جمعته من العلم قليلا وكان حفظا ، كثرت المنفعة به ، وإذا كان كثيرا غير محفوظ ، قلت منفعته .
وحدثني الضراب قال : سمعت أبا العباس النفاط يقول : كان علم الأصمعي في قمطر إلا أنه كان حفظا .
وكانت كتب أبي عمرو بن العلاء ملء بيت ، فاحترق ، فكان جميع ما يؤخذ منه إلى آخر عمره من حفظه . والذي تدل عليه أخبار العرب أنهم كانوا يسمعون الخطبة والقصيدة الطويلتين فيحفظونهما .
وما روى أنهم كانوا استعادوا الخطيب والشاعر شيئا من كلامهما .
وكان من المولدين من وصف بمثل هذه الحال .
مخ ۷۴