( وليس علما ما وعى القمطر
ما العلم إلا ما وعاه الصدر ) وأنشدنا الشيخ أبو أحمد عن ابن العلاف لأبي علي البصير + من الطويل + ( إذا ما غدت طلابة العلم لم تنل
من العلم إلا ما تخلد في الكتب ) ( غدوت بتشمير وجد عليهم
فمحبرتي أذني ومصحفها قلبي ) قال الشيخ وقلت في قريب منه + من الطويل + ( تقل غناء عن جهول مغمر
دفاتر تلقى في الظروف وترفع ) ( تروح وتغدو عنده في مضيعة
وكم قد رأينا من نفيس يضيع ) وأنشد النظام قول محمد بن البشير + من المتقارب + ( أما لو أعي كل ما أسمع
وأحفظ من ذاك ما أجمع ) ( ولم أستفد غير ما قد سمعت
لقيل هو العالم المصقع ) ( ولكن نفسي إلى كل شيء
من العلم تسمعه تنزع ) ( فلا أنا أحفظ ما قد جمعت
ولا أنا من جمعه أشبع ) ( وأحضر بالصمت في مجلسي
وعلمي في الكتب مستودع ) ( ومن يك في علمه هكذا
يكن دهره القهقري يرجع ) ( إذا لم تكن حافظا واعيا
فجمعك للكتب لا ينفع ) فقال النظام : كلف ابن بشير الكتب ما لا تكلف ، إن الكتب لا تحيي الموتى ، ولا تحول الأحمق عاقلا والبليد ذكيا ، ولكن الطبيعة إذا كان فيها أدنى قبول فالكتب تشحذ وتفتق وترهف .
ومن أراد أن يعلم كل شيء فينبغي لأهله أن يداووه ، فإن ذلك إنما تصور له لشيء اعتراه .
وسمع يونس بن حبيب رجلا ينشد : + من البسيط + ( استودع العلم قرطاسا فضيعه
وبئس مستودع العلم القراطيس ) فقال : قاتله الله ما أشد صيانته بالعلم ، وصيانته للحفظ ، إن علمك من روحك ، ومالك من بدنك ، فصنها على قدر هذين منك .
وكان الخليل بن أحمد ، رحمه الله ، يقول : الاحتفاظ بما في صدرك أولى من درس ما في كتابك .
مخ ۶۹