فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ١؟
فَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي٢، وَرَبَّى جَمِيعَ الْعَالَمِينَ بِنِعَمِهِ٣،وهو معبودي ليس لي معبود
قرنها بها
١ هذا مشروع في تفصيل الأصول الثلاثة التي تقدمت مجملة ذكرها هنا مفصلة، فكأنه قال: الأصل الأول من أصول الدين الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها، إذا قال لك قائل: من ربك؟ أي: من خالقك ورازقك ومعبودك الذي ليس لك معبود سواه؟
٢ أي: فقل ربي هو اله خالقي ومالكي ومعبودي الذي أوجدني من العدم، ورباني بالنعمة الظاهرة والباطنة.
٣ أجدهم من العدم وغذاهم بالنعم، ونعم الله لا تحصى، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾ [النحل: ١٨]، فلله نعمة الإيجاد، ونعمة التغذية، وسائر نعمه الظاهرة والباطنة، قال تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ [الإنسان:١] أي: مضى عليه زمن طويل من العصور