تَعَالَى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ١ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ٢ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ
بها جميعها، وأنه متى انتفى واحد منها لم يكن المرء مؤمنًا
١ قد اشتملت هذه الآية على جملا عظيمة، وعقيدة مستقيمة، وروي أنه ﷺ سئل عن الإيمان، فتلا هذه الآية ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ﴾ وهو كل عمل خير يفضي بصاحبه إلى الجنة. ﴿أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ﴾ أي: ليس بالبر كله أن تصلوا إلى بيت المقدس عن لم يكن أمر الله وشرعه، وذلك لما حولوا إلى الكعبة.
٢ ولكن البر امتثال أوامر الله وإتباع ما شرع، وأعظم ما ذكر في هذه الآية، أو هذه أنواع البر كلها، وبدأ بالإيمان، أي: ولكن البر الإيمان بالله، أو ولكن البر بر من آمن بالله، أو ذا البر بر من آمن بالله، أي: بتفرده جلّ وعلا بالربوبية والإلهية،