حاشیې الترتيب لأبي ستة
حاشية الترتيب لأبي ستة
وذكروا أيضا فيمن يرغب عن تزويجها من النساء أنه يرغب عن ثلاث؛ عن امرأة فيها عرق جذام ولو إلى سبعة <1/92> آباء إلى آخره كما هو معلوم؛ وذلك أن الله تعالى أجرى العادة في الغالب أنه يخلق هذه العلل عند مباشرة أصحابها وقد لا يخلق، ولله خرق العوائد، ولكن أخذ الحذر واجب، وليس للعباد أن يختبروا ربهم، والله أعلم.
قوله: «كان أهل الجاهلية يقولون إذا مات الإنسان خرجت من رأسه هامة وهي التي تقتله». ظاهره أن أهل الجاهلية يعتقدون هذا في كل ميت، والذي في الصحاح وغيره أن الهامة إنما هي في القتيل فقط حيث قال: الهامة الرأس، والجمع هام، وهامة القوم رئيسهم، والهامة من طير الليل وهو الصدي، والجمع هام، إلى أن قال: وكانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فتزقو وتقول: (اسقوني اسقوني) فإذا أدرك بثأره طارت، وهذا المعنى أراد الشاعر بقوله:
ومنا الذي أبكي صدي ابن مالك ... ونفر طيرا عن جعادة وقعا
يقال: قتل قاتله فنفرت الطير عن قبره إلى آخره.
قال ابن هشام في شرح بانت سعاد عند قوله:
مخ ۹۲