349

حاشیې الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: (فيسألهم ربهم) قال ابن حجر: قيل الحكمة فيه استدعاء شهادتهم لبني آدم بالخير واستنطاقهم بما يقتضي التعطف عليهم؛ وذلك لإظهار الحكمة في خلق الإنسان في مقابلة من قال من الملائكة: )أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ( أي قد وجد فيهم من يسبح ويقدس مثلكم بنص شهادتكم، وقال عياض: هذا السؤال على سبيل التعبد للملائكة كما أمروا أن يكتبوا أعمال بني آدم وهو سبحانه وتعالى أعلم من الجميع بالجميع، انتهى.

قوله: (كيف تركتم عبادي) قال ابن حجر: قال ابن أبي حمزة: وقع السؤال عن آخر الأعمال لأن الأعمال بخوايتمها، قال: والعباد المسؤول عنهم هم المذكورون في قوله تعالى: )إن عبادي ليس لك عليهم سلطان(، انتهى.

قوله: (تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون) قال ابن حجر: لم يراعوا الترتيب الوجودي لأنهم بدؤوا بالترك قبل الإتيان، والحكمة فيه أن المخبر به صلاة العباد والأعمال بخواتيمها يناسب ذلك إخبارهم عن آخر عملهم قبل أوله، وقوله: (تركناهم وهم) ظاهره أنهم فارقوهم عند شروعهم في صلاة العصر سواء تمت أم منع مانع من إتمامها وسواء شرع الجميع فيها أم لا، لأن المنتظر في حكم المصلي، ويحتمل أن يكون المراد بقولهم: (وهم يصلون) أي ينتظرون صلاة المغرب، وقال ابن التين: (الواو) في قوله: (وهم يصلون) واو الحال أي تركناهم على هذا الحال، ولا يقال: يلزم منه أنهم فارقوهم قبل انقضاء الصلاة فلم يشهدوها معهم والخبر ناطق بأنهم يشهدونها، لأنا نقول: هو محمول على أنهم شهدوا الصلاة مع من صلاها في أول وقتها، وشهدوا من دخل فيها بعد ذلك ومن شرع في أسباب ذلك.

(نكتة): استنبط منه بعض الصوفية أنه يستحب أن لا يفارق الشخص شيئا من أموره إلا وهو على طهارة، كشعره إذا حلقه وظفره إذا قلمه وثوبه إذا أبدل ونحو ذلك.

مخ ۲۴