حاشیې الترتيب لأبي ستة
حاشية الترتيب لأبي ستة
وقد اختلف في معنى ذلك فقيل: المراد بها العلم إما أن يوحى إليه كيفية فعلهم وإما بأن يلهم، وفيه نظر لأن العلم لو كان مرادا لم يقيده بقوله من وراء ظهري، وقيل: المراد أنه يريد من على يمينه ومن على يساره ممن تدركه عينه مع التفات يسير في النادر ويوصف من هو هناك بأنه وراء ظهري، وهو ظاهر التكلف وفيه عدول عن الظاهر بلا موجب، والصواب المختار أنه محمول على ظاهره، وإن الإبصار إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت فيه العادة، وعلى هذا عمل المصنف، وقد خرج هذا الحديث في علامات النبوة، وكذا نقل عن الإمام أحمد وغيره، ثم إن ذلك الإدراك يجوز أن يكون برؤية عينه انخرقت له العادة فيه أيضا فكان يرى بها من غير مقابلة، إلى أن قال: وقيل: كانت له عين خلف ظهره يرى بها من ورائه دائما، وقيل: كان بين كتفيه عينان مثل سم الخياط يبصر بهما لا يحجبهما ثوب ولا غيره، وقيل: بل كانت صورهم تنطبع في حائط قبلته كما تنطبع في المرآة فيرى أمثلتهم فيها فيشاهد أفعالهم، انتهى.
قوله: (فوالله ما يخفى على خشوعكم) قال ابن حجر: في جميع الأركان، ويحتمل أن يراد به السجود لأن فيه غاية الخشوع، وقد صرح بالسجود في رواية لمسلم، انتهى.
قوله: (ولا ركوعكم) قال ابن حجر: أفرده بالذكر وإن كان داخلا في الصلاة اهتماما به، إما لكون التقصير فيه كان أكثر أو لأنه أعظم الأركان بدليل أن المسبوق يدرك الركعة بتمامها بإدراك الركوع، انتهى.
مخ ۱۷