338

حاشیې الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: (وإنما يريد فصل ما بين أول الوقت وآخره) يناسبه ما ذكره ابن حجر: حيث قال بعد كلام: وانفصل المالكية إلا قليلا منهم وبعض الشافعية عن الإشكال بأن المراد بالساعات الخمس لحظات لطيفة أولها زوال الشمس وآخرها قعود الخطيب على المنبر، واستدلوا على ذلك بأن الساعة تطلق على جزء من الزمان غير محدود، تقول: جئت ساعة كذا، وبأن قوله في الحديث: (ثم راح) يدل على أول الذهاب إلى الجمعة من الزوال لأن حقيقة الرواح من الزوال إلى آخر النهار،والغدو من أوله إلى الزوال، قال المازري: تمسك مالك بحقيقة الرواح وتجوز في الساعة وعكس غيره انتهى، وقد أنكر الأزهري على من زعم أن الرواح لا يكون إلا بعد الزوال، ونقل أن العرب تقول: (تروح) في جميع الأوقات بمعنى (ذهب)، قال وهي لغة أهل الحجاز، ونقل أبو عبيد في الغربيين نحوه إلخ.

ونقل الشيخ إسماعيل رحمه الله ما ذهب إليه الغزالي في تقسيم الساعات حيث قال: (والساعة الأولى إلى طلوع الشمس، والثانية إلى ارتفاعها، والثالثة إلى انبساطها حين ترمض الأقدام، والرابعة والخامسة بعض الضحى الأعلى إلى الزوال وفضلها قليل، ووقت الزوال حق الصلاة ولا فضل فيه) إلخ، ولكن في بعض كلامه إجمال بينه ابن حجر حيث قال: وتجاسر الغزالي فقسمها برأيه فقال: الأولى من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، والثانية إلى ارتفاعها، والثالثة إلى انبساطها، والرابعة إلى أن ترمض الأقدام، والخامسة إلى الزوال، واعترضه ابن دقيق العيد بأن الرد إلى الساعات المعروفة أولى وإلا لم يكن لتخصيص هذا العدد بالذكر معني لأن المراتب متفاوتة جدا إلخ ما أطال فيه، والله أعلم.

مخ ۱۳