حاشیې الترتيب لأبي ستة
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: »هذا ترغيب وتحريض من النبي صلى الله عليه وسلم في التزين للمسلمين باللباس الحسن«. ومثله كلام المواهب حيث قال بعد كلام على حسن الهيئة: إذا كان المراد بها إظهار القناعة مثلا ما نصه "وقد ورد في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أن الله جميل يحب الجمال"، وفي السنن عن أبي الأحوص الحبشي عن أبيه قال: "رآني النبي صلى الله عليه وسلم وعلي أطمار"، وفي رواية النسائي وعلي ثوب دون، فقال: هل من مال؟ قلت: نعم، قال: من أي المال؟ قلت: من كل ما أتى الله من الإبل والشاء، قال: فكثر نعمته وكرامته عليك، وفي رواية النسائي قال: “فإذا آتاك مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته”. وفي حديث جابر أنه عليه السلام رأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال: “ما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه”، ورأى رجلا عليه ثياب وسخة فقال: <1/331>”ما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه”، ورأى رجلا عليه ثياب وسخة فقال: “ما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه”، رواه أحمد وفي السنن: “أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده”، فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده فإنه من الجمال الذي يحبه، وذلك من شكره على نعمه وهو جمال باطن، ويحب أن يرى على عبده الجمال الظاهر بالنعمة والجمال الباطن بالشكر عليها، ولأجل محبته تعالى للجمال أنزل على عباده لباسا يجمل ظواهرهم ويقوي تجمل بواطنهم، فقال تعالى: {يابني ءادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوىا ذالك خير}[الأعراف:26]، إلى أن قال: وهو سبحانه كما يحب الجمال في الأقوال والأفعال والهيئة يبغض القبيح من الأقوال والأفعال والهيئة، فيبغض القبيح وأهله ويحب الجمال وأهله.
ولكن ضل في هذا الموضع فريقان:
مخ ۳۲۴