307

حاشیې الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: »قال الربيع : ذلك من أجل ما يعملن من العطر والريح الطيبة« إلخ، قال ابن حجر: ويلحق بالطيب ما في معناه لأن سبب المنع ما فيه من تحريك <1/314> داعية الشهوة كحسن الملبس، والحلي الذي يظهر أثره، والزينة الفاخرة، وكذا الاختلاط بالرجال.

وقد فرق كثير من الفقهاء المالكية وغيرهم بين الشابة وغيرها وفيه نظر، إلى أن قال: وقد ورد في بعض طرق الحديث ما يدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، وذلك في رواية حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر بلفظ "لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن"، إلى أن قال: ولأحمد والطبراني من حديث أم حميد الساعدية أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، فقال: "قد علمت، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجد الجماعة" إلخ، ومثله كلام الإيضاح حيث قال: روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صلاة المرأة في مخدعها خير من صلاتها في صحن بيتها، وصلاتها في دارها خير من صلاتها في المسجد" فخص صلى الله عليه وسلم صلاة النساء في بيوتهن أو في المساجد بالفضل، لأن هذه المواضع أستر لهن، ولا يجوز للمرأة على هذا أن تصلي خارجا من هذه المواضع إلا إن استترت وسترتها من خلفها إلخ، وإنما كانت صلاة المرأة في بيتها أفضل لتحقيق الأمن فيه من الفتنة، قال ابن حجر: ويتأكد ذلك بعد وجود ما أحدث النساء من التبرج والزينة، ومن ثم قالت عائشة ما قالت إلى آخره.

مخ ۳۰۸