225

حاشیې الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب لأبي ستة

واستدل ببقية هذا الحديث في الإيضاح كما رواه البخاري لمن قال بجواز إمامة القاعد يعني إذا كان من أئمة العدل، وأن المأمومين يصلون خلفه قياما حيث قال: "والدليل ما روي أنه صلى الله عليه وسلم رأى إفاقة في مرضه الذي مات فيه فأتى المسجد وأبو بكر يصلي بهم رضي الله عنه، فصف عن يمين أبي بكر قاعدا وأتم بهم الصلاة، فالمفهوم من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس قاعدا وهم قيام يكون فعله هذا ناسخا لقوله وفعله المتقدم، لأنه في مرضه الذي مات فيه وهو آخر فعله" إلخ.

واستدل به في المؤجز لخلافة أبي بكر رضي الله عنه حيث قال بعد أن ساق الحديث مع زيادة ما نصه: وقد أخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عمود الدين الصلاة" فلما أن ولاه عليه السلام الأمر الذي هو العمود عرف المسلمون أن ما سوى العمود محمول على العمود فلذلك اجتمعوا على بيعة أبي بكر رضي الله عنه إلخ.

قوله: »خيل شمس« قال في الصحاح: "وشمس الفرس أيضا شموسا وشماسا أي منع ظهره فهو فرس شموس وبه شماس، ورجل شموس صعب الخلق" إلخ، فعلى هذا يكون قوله شمس على وزن فعل بضمتين أنه مطرد <1/239> في شيئين أحدهما وصف على فعول بمعنى فاعل كصبور وغفور ولا شك أن شموسا مثلهما، والله أعلم.

مخ ۲۲۶