حاشیې الترتيب لأبي ستة
حاشية الترتيب لأبي ستة
قال ابن حجر: "قوله: "فلأصلي لكم" كذا في روايتنا بكسر اللام وفتح الياء، وفي رواية "لأصل" بحذف الياء، قال ابن مالك: روي بحذف الياء وثبوتها مفتوحة وساكنة، ووجهه أن اللازم عند ثبوت الياء مفتوحة لام كي، والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة، ومصحوبها خبر مبتدأ محذوف والتقدير قوموا فقيامكم لأصلي لكم، ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون الفاء زائدة واللام متعلقة بقوموا، وعند سكون الياء يحتمل أن تكون اللام أيضا لام كي وسكنت الياء تخفيفا أو لام الأمر وتثبت الياء في الجزم إجراء للمعتل مجرى الصحيح كقراءة قنبل <1/224> {من يتقي ويصبر}، وعند حذف الياء اللام لام الأمر وأمر المتكلم نفسه بفعل مقرون باللام فصيح قليل في الاستعمال، ومنه قوله تعالى:{ ولنحمل خطاياكم} [العنكبوت:12] إلخ ما أطال فيه فذكر فيه روايتين؛ إحداهما فأصل، والأخرى فلنصلي، قال: بالنون وكسر اللام والجزم واللام على هذا لام الأمر وكسرها لغة معروفة انتهى.
وقوله: »لكم« أي لأجلكم على رواية اللام، قال ابن حجر: "قال السهيلي: الأمر هنا بمعنى الخبر وهو كقوله تعالى: {فليمدد له الرحمن مدا}[مريم:75]، ويحتمل أن يكون أمرا لهم بالإتمام لكنه أضافه إلى نفسه لارتباط فعلهم بفعله انتهى.
قوله: »من طول ما لبس« قال ابن حجر: "فيه أن الافتراش يسمى لبسا، وقد استدل به على منع افتراش الحرير لعموم النهي عن لبس الحرير، ولا يرد على ذلك أن من حلف لا يلبس حريرا فإنه لا يحنث بالافتراش لأن الأيمان مبناها على العرف" انتهى.
وأقول: رأيت سابقا في بعض كتب أصحابنا وأظن أنه في الضياء أنه لا بأس بافتراش الحرير والجلوس عليه والاتكاء إليه لأنه إنما نهي عن لبسه فقط ،فاستعمال اللبس فيها هو المتعارف فليراجع، وما ذكره ابن حجر أحوط، والله أعلم.
مخ ۲۱۱