حاشیې الترتيب لأبي ستة
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: »إن الله زاد عليكم« لفظ الحديث في القواعد "إن الله زادكم" وهو المناسب للغة، فإن زاد تارة يكون تاما، تقول: زاد المال، وتارة يكون متعديا إلى مفعولين بنفسه، قال الله تعالى: {فزادتهم, إيمانا}[التوبة:124]، {وما زادوهم غير تتبيب}[هود:101]،{ زدناهم عذابا فوق العذاب}[النحل:88]، وتقول: زادك الله خيرا إلى غير ذلك، ولفظه في الوضع والإيضاح "زادكم" وعبارة المصنف رحمه الله أصرح في المراد إن كانت موافقة للغة والله أعلم، وفي بعض النسخ (زادكم) وفي بعضها (زاد لكم).
<1/208>الباب الثلاثون
في صلاة الخوف
قوله: »يوم ذات الرقاع« ذكر في المواهب في سبب تسميتها بذلك: أقوالا فقيل: لأنهم رفعوا فيها راياتهم، وقيل: لشجرة في ذلك الموضع يقال لها: ذات الرقاع، وقيل: الأرض التي نزلوا بها فيها بقع سود وبقع بيض وكأنها مرقعة برقائع مختلفة فسميت ذات الرقاع لذلك، وقيل: إن خيلهم كان بها سواد وبياض، وقيل: سميت بجبل هناك فيه بقع، وقيل: لوقوع صلاة الخوف فيها فسميت بذلك لترقيع الصلاة فيها، ثم قال: "قال السهلي: وأصح من هذه الأقوال كلها ما رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت أقدامنا ونقبت قدماي وسقطت<1/209> أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت: (غزوة ذات الرقاع) لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا، قال: وكان من خبر هذه الغزوة كما قاله ابن إسحاق أنه صلى الله عليه وسلم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلب، إلى أن قال: فخرج في أربعمائة من أصحابه، وقيل سبعمائة، إلى أن قال: وقال ابن إسحاق: فلقي جمعا منهم فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب، وقد خاف الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف ثم انصرف" إلخ.
مخ ۱۹۸