حاشیې الترتيب لأبي ستة

Abu Sitta Al-Mahashi d. 1088 AH
189

حاشیې الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب لأبي ستة

<1/199> وقال بعضهم: إحدى الصلوات الخمس لا بعينها، أبهمها الله تعالى تحريضا للعباد على المحافظة على أداء جميعها كما أخفى ليلة القدر في شهر رمضان، وساعة إجابة الدعوة يوم الجمعة، وأخفىاسمه الأعظم في الأسماء ليحافظوا على جميعها انتهى، إلا أنه خالف رواية المصنف عن عائشة رضي الله عنها في الصلاة الوسطى صلاة العصر فكتبها وصلاة العصر بالواو، وكذلك البيضاوي حيث قال: وعن عائشة رضي الله عنها: "أنه عليه السلام كان يقرأ والصلاة الوسطى وصلاة العصر" فتكون الصلاة الوسطى من الأربع خصت بالذكر مع العصر لانفرادها بالفضل إلخ، وأما على رواية المصنف فالظاهر أن قوله: صلاة العصر بدل من قوله: الصلاة الوسطى، والله أعلم.

<1/200>الباب التاسع والعشرون

في فرض الصلاة في الحضر والسفر

<1/201> قوله: »قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين« إلخ، لفظ الحديث في الإيضاح "أول ما فرضت الصلاة ركعتان ركعتان" إلخ، وهذا الحديث يقتضي أن الركعتين في السفر ليستا قصرا وهو أحد القولين عند أصحابنا رحمهم الله، ويدل على ذلك أيضا ما روي أنه عليه السلام سئل عن صلاة السفر أقصر هي؟ قال: "لا الركعتان في السفر ليستا قصرا، إنما القصر واحدة عند الخوف". وما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "صلاة السفر ركعتان تماما غير قصر على لسان نبيكم". وذهب بعضهم إلى أن الركعتين في السفر يسميان قصرا، وهو الذي مشى عليه صاحب القواعد رحمه الله كما يعلم بالوقوف عليه، وهو المشهور في زماننا، واستدل له في الإيضاح ما روي أن عمر رضي الله عنه <1/202> سأله رجل فقال: "يا أمير المؤمنين لم كان قصر الصلاة في الأمن والله يقول: {إن خفتم}[النساء:101]؟ فقال عمر رضي الله عنه: لقد عجبت مما عجبت منه فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "صدقة من الله تصدق بها عليكم فاقبلوا صدقته".

مخ ۱۹۰