حاشیې الترتيب لأبي ستة
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: »فمسح وجهه ويديه إلى الرسغين« لفظ الحديث في الوضع بعد قوله كان يكفيك هكذا "وضرب بيديه إلى الأرض ومسح بهما وجهه، ثم ضرب بهما ثانية ومسح كفيه إلى الرسغين". وهذه الرواية أظهر في المراد، وذكر له في البخاري روايات متعددة منها: قال عمار لعمر تمعكت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يكفيك الوجه والكفان"، ومنها قال عمار: "فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده الأرض فمسح وجهه وكفيه". وبوب في البخاري للتيمم للوجه والكفين حيث قال: "باب التيمم للوجه والكفين"، قال ابن حجر: أي هو الواجب المجزئ، وأتي بذلك بصيغة الجزم مع شهرة الخلاف لقوة دليله؛ فإن الأحاديث الواردة في صفة التيمم لم يصح منها شيء سوى حديث أبي جهيم وعمار، وما عداه فضعيف <1/179> أو مختلف في رفعه ووقفه، والراجح عدم رفعه، أما حديث أبي جهيم فورد بذكر اليدين مجملا، وأما حديث عمار فورد بذكر الكفين في الصحيحين إلخ، ثم قال: "ويستفاد من هذا اللفظ أن ما زاد على الكفين ليس بفرض كما تقدم، وإليه ذهب أحمد وإسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن خزيمة، ونقله ابن الجهم وغيره عن مالك، وقال النووي: رواه أبو ثور وغيره عن الشافعي في القديم" إلخ، وذكر صاحب الوضع رحمه الله في صفة التيمم خمسة مذاهب، والصحيح منها ما ذهب إليه أصحابنا كما دل عليه حديث عمار رضي الله عنه.
قوله: »وضربة لليدين« فيه إجمال بينته الرواية الأخرى إن قلنا إن اليد في الكف من قبل المجمل، وإن قلنا إنها في الكف أظهر منها في بقية الأجزاء فالأمر ظاهر والله أعلم.
<1/180>الباب السادس والعشرون
الزجر عن غسل المريض
قوله: »فاجتنب فخاف من شدة الماء فتيمم« في بعض الروايات عند قومنا "عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب، فأخبرته بالذي منعني عن الاغتسال" إلخ.
مخ ۱۷۲