============================================================
وإذا استوفت الشروط؛ فلا يخلو اسمها: إما أن يكون مضافا أو شبيها به أو مفردا، فإن كان مضافا أو شبيها به؛ ظهر النصب فيه؛ فالمضاف كقولك: (لا صاحب علم ممقوث)، و (لا صاحب جود مذموم).
والشبيه بالمضاف ما اتصل به شيء من تمام معناه: إما مرفوع به؛ نحو: (لا قبيحا فعله ممدوح)، أو منصوب به؛ نحو: (لا طالعا جبلا حاضر)، أو مخفوض بخافض يتعلق به؛ تحو: (لا خيرا من زيه عندنا).
وإن كان مفردا - آي غير مضاف ولا شبيها به-؛ فإنه يبنى على ما ينصب به لو كان معربا، فإن كان مفردا؛ أو جمع تكسير بني على الفتح؛ نحو: (لا رجل) و (لا رجال)، وإن كان مثنى أو جمع مذكر سالما؛ فإنه يبنى على الياء؛ كما ينصب بالياء؛ تقول: (لا رجلين) و (لا مسلمين عندك)، وإن كان جمع مؤنث سالما؛ بني أشاء ما شئت حتى لا أزال لما لا أنت شائيه من شأننا شأني وقيل: في الجواب عن البيت بأنه ضرورة، وعن المثال باحتمال أن يؤول (1) بلا ينبغي لك ولا إذا أدخلت على الفعل لا يجب تكرارها (قوله ظهر النصب) بلا تنوين في المضاف وبتنوين في الشبيه به، وأجاز البغداديون لا طالع جبلا، بلا تنوين أجروه في ذلك مجرى المضاف كما أجرى مجراه في الإعراب. وعليه خرج الحديث: "لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت". وقيل: اسم لا هنا مفرد، واللام متعلقه بالخبر آي: مانع مانع لما أعطيت وكذا فيما بعده (قوله ممقوت) آي: بغيض (قوله ما اتصل به شيء من تمام معناه) اعترض عليه بأنه غير مانع لشموله المنعوت؛ إذ النعت أيضا متمم (قوله بني على الفتح) قيل علة البناء فيه تضمنه نفسه معنى من الاستغراقية بدليل ظهورها في قوله: ألا لا من سبيل إلى هند، وقيل: تركب الاسم مع الحرف كما في خمسة عشر. واختار الأول ابن عصفور والثاني سيبويه والجمهور (قوله يبنيان على الياء) عند الجمهور. وذهب المبرد إلى إعرابهما (1) اعترض بأن نولك بمعنى المتناول لا دلالة على الحدث والزمان والفعل دال عليهما فتدبر. منه.
304
مخ ۳۰۴