============================================================
خلافا لابن السراج، ولا حجة له فيما استدل به من قوله تعالى: قال رب بما أنعمت على فلن اكوت ظهيرا للمجرمين(القصص: 17) مدعيا أن معناه : فاجعلني لا أكون؛ لامكان حملها على النفي المحض، ويكون ذلك معاهدة منه لله سبحانه وتعالى أنه لا يظاهر مجرما جزاء لتلك النعمة التي أنعمها عليه، ولا هي مركبة من (لا أن)، فحذفت الهمزة تخفيفا، والألف لالتقاء الساكنين، خلافا للخليل؟ 00...
لن تزالوا كذا لكم ثم لازلت خالدا لكم خلود الجبال وأما قوله تعالى: {رب بما أنعمت عل [القصص: 17) الآية، فليس منه؛ لأن فعل الدعاء لا يسند إلى المتكلم بل إلى المخاطب أو الغائب نحو يا رب لا عذبت فلانا ونحو لا عذب الله عمروا انتهى. قال الدماميني: وقد يقال : لا يقوم بهذا البيت حجة لاحتمال أن يكون لن تزالوا خبرا لا دعاء ولا يعينه كون المعطوف بثم دعاء بناء على عطف الإنشاء على الإخبار، قال الشمني: وأقول: إن لم يعينه كون المعطوف عليه دعاء عينه كون لا تزالوا لو كان خبرا لكان لنفي الاستقبال ولا معنى له، واعترضه الحمصي قائلا معناه الإخبار ببنائهم على هذه الحال التي هم عليها الآن بناء على ما عرفه من القرائن المقتضية للبقاء عادة أي: أنتم لا تزول عنكم في المستقبل هذه الحالة الموجودة، بل تستمر معكم في المستقبل وهذا معنى صحيح انتهى: وأنا أقول: هذا تكليف واحتمال بعيد على ما ذكر في شرح جمع الجوامع وهو لا يبطل الحجية، لاسيما والمسألة ظنية، وليست شعري ما الداعي لتأويل ما ظاهره الدعاء والقياس لا يأباه كما لا يخفى ذلك على كل فاضل أواه (قوله مدهيا أن معناه إلخ) لعل سبب ذلك ما مر آنفا في كلام المغني (قوله ولا هي مركبة من لا أن) قال الجامي: فقصر كأيش في أي : شيء (قوله خلاقا للخليل) أي: والكسائي، قال في المغني بدليل جواز تقديم معمول معمولها عليها نحو: زيدا لن أضرب خلافا للأخفش الصغير وامتناع زيدا يعجبني أن اضرب خلافا للفراء: ولأن الموصول وصلته مفرد ولن أفعل كلام تام وقول المبرد أنه مبتدأ حذف خبره أي: لا فعلي واقع مردود بأنه لم ينطق به مع آنه لم يسد شيء مسده بخلاف لولا زيد لأكرمتك، وبأن الكلام تام بدون المقدر، وبأن لا الداخلة على الجملة الاسمية واجبة التكرار إذا لم تعمل ولا التفات له في دعوى عدم وجوب ذلك فإن الاستقراء يشهد بذلك انتهى. وهو كلام حق، ورد (123)
مخ ۱۴۳