119

============================================================

و(لن): حرف يفيد النفي والاستقبال بالاتفاق، ولا تقتضي تأبيدا، خلافا للزمخشري في "أنموذجه"، ولا تأكيدا، خلافا له في ل"كشافه"، بل قولك: (لن أقوم) محتمل لأن تريد بذاك أنك لا تقوم أبدا، أو أنك لا تقوم في بعض أزمنة المستقبل، وهو موافق لقولك: (لا اقوم) في عدم إفادة التأكيد.

ولا تقع (لن) للدعاء،0.

ثم قال: والأول محتمل للأجزاء بالفتحة عن الألف للضرورة (قوله يفيد النفي) قيل أي: الانتفاء إذ النفي على ما هو الظاهر فعل النافي وهو قائم به (قوله ولا تقتضي تأبيدا) بل هي لمطلق النفي واستدل بأنها لو كانت للتأييد لم يقيد منفيها باليوم في قوله تعالى: {فلن أكلم أليوم إنسيا} (مريم: 26) ولكان ذكر الأبد في ولن يتمنوه أبدا (البقرة: 40) تكرارا والأصل عدمه، ورد بأن ذلك عند إطلاق منفيها وخلو المقام عن التقييدات، وبأن أبدا تصريح بما يفهم بالتضمن دفعا لتوهم النفي المجرد بناء على استبعاد تمنى الموت منهم على جهة التأبيد وليس بتكرار لا لفظا وهو ظاهر ولا بالمرادف؛ لأن الاسم لا يرادف الحرف، ولأن التأبيد نفس معنى أبدا وجزء معنى لن قاله الشمني (قوله خلافا للزمخشري) قيل حمله على ذلك اعتقاده امتناع رؤيته تعالى في الآخرة فيتأتى له الاستدلال بقوله تعالى : أن تركفى} (الاعراف: 143) : وفيه أن الاعتقاد لا دخل له في الأوضاع اللغوية، بل لعل الداعي له نقله ذلك عن العرب واستفادته من ل{ لن يخلقوا ذابا} [الحتج: 73) وان يخلف الله وعدد} (الحج: 47) . وأنت خبير بأن النقل إذا خالف الأوثق لا يعبأ به وإن استفادة التأبيد من الآيتين من خارج إذ الخلق مستحيل على غيره تعالى، وخلف الوعد ممتنع منه عز وجل وشاهد هذا بقاء التأبيد لو أتي بلا بدلها. وأيد بعضهم ما ذهب إليه الزمخشري بأن لن يفعل تقيض سيفعل وهي مطلقة ونقيضها دائمة فلابد في لن يفعل من ملاحظة التأبيد، وهو في حيز المنع ، لأن نقيض سيفعل لن يفعل أبدا لا لن يفعل بدون تقييد فلابد لنفي هذا من دليل ودونه خرط القتاد على أن للبحث فيما ذكروه بعد مجالا واسعا كما لا يخفى على من له تدرب بعلم الميزان (قوله في أنموذجه) أي: في بعض نسخه (قوله ولا تقع لن للدعاء) هذا مذهب بعضهم، قال في المغني: وتأتي للدعاء كما تأتي لا كذلك وفاقا لجماعة منهم ابن عصفور والحجة في قوله : 142

مخ ۱۴۲