============================================================
فضل: يرفع المضارع خاليا من ناصب وجازم نخو: (يقوم زيد).
ش أجمع النحويون على أن الفعل المضارع إذا تجرد عن الناصب والجازم كان مرفوعا؛ كقولك: (يقوم زيد) و: (يقعذ عمرو)، وإنما اختلفوا في تحقيق الرافع له: ما هو؟ فقال الفراء وأصحابه: رافعه نف تجرده من الناصب والجازم، وقال الكسائي: حروف المضارعة، وقال ثعلب: مضارعته للاسم، وقال البصريون: حلوله محل الاسم، قالوا: ولهذا إذا دخل عليه؛ نحو: (إن ولن ولم ولما) امتنع رفعه؛ لأن الاسم لا يقع بعدها، فليس حينيذ حالا محل الاسم.
القوم وكذا المثنى في الرفع فقط نحو جاء غلاما الرجل؛ وذلك لحذف الحروف دفعا لالتقاء الساكنين، لكن قيل بثبوتها خطا لمصلحة. ومثاله في الأفعال: لتضربان بنون التوكيد الثقيلة، واضربن يا هند بنون النسوة ونون الرفع مقدرة فيهما. وبقي أن للمقصور والمنقوص شروطا وأحكاما لا يتسع المقام لذكرها فلتطلب مع تحقيق ما ذكرناه من المطولات. فصل (قوله يرفع المضارع) أي: لفظأ كيضرب، أو تقديرا كيخشى، أو محلأ كيضربن كما يشعر به(1) ظاهر الإطلاق وعبارة بعضهم تشعر بارادة الأولين فقط حيث قيد بقوله إذا سلم من النونين. ولعل الأول أولى. وقدم الرفع لكونه أقوى الحركات وإن كان فيه نوع توقف على معرفة الناصب والجازم (قوله خاليا) حال من المضارع وجعله خبرا لكان محذوفة كما يفهمه عبارة البعض لا يخلو عن تكليف، ولعله بيان لحاصل المعنى ولم يقل بخلوه على قياس ما قال في المنصوب والمجزوم؛ ليكون كلامه جاريا على كل المذاهب مع ما فيه من الإيماء إلى ما اختاره هنا، وفي الأوضح من أن رافعه التجرد؛ لأن تعليق الحكم بالمشتق يفيد علية مأخذ الاشتقاق فافهم (قوله من ناصب أو جازم) المتبادر من الوصف ما هو المتلبس بالفعل فلا حاجة إلى قول البعض خاليا من ناصب ينصبه أو جازم يجزمه (قوله كقولك يقوم زيد ويقعد عمرو) مثال للمعتل والصحيح، ولا يظهر وجه وجيه لتقديم المعتل سوى أن ذلك عادة الزمان، وبالله تعالى المستعان (قوله وإنمنا اختلفوا إلخ) قيل ليس في هذا الاختلاف كثير نفع (قوله حلوله محل الاسم) أي: من حيث هو اسم سواء كان مرفوعا أو لا، (1) وقيل: آن المصنف لم يقيد اكتفاء بما سلف فافهم منه 140
مخ ۱۴۰