316

هاشیه ارشاد

حاشية الإرشاد ـ مقدمة

ژانرونه

على كتبة الحديث وطلبته صرف الهمة إلى ضبط ما يكتبونه أو يحصلونه بخط الغير من مروياتهم على الوجه الذي رووه شكلا ونقطا يؤمن معه الالتباس، وكثيرا ما يتهاون الواثق بذهنه وتيقظه، وذلك وخيم العاقبة. وإعجام المكتوب يمنع من استعجامه، وشكله يمنع من إشكاله. وقرأت بخط صاحب كتاب سمات الخط ورقومه، علي بن إبراهيم البغدادي، فيه: أن أهل العلم يكرهون الإعجام والإعراب إلا في الملتبس. وحكى غيره عن قوم أنه ينبغي أن يشكل ما يشكل وما لا يشكل، وذلك لأن المبتدئ وغير المتبحر في العلم لا يميز ما يشكل مما لا يشكل، ولا صواب الإعراب من خطئه (1).

وقال الدكتور رمضان عبد التواب:

لا بد من ضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط. ومما ينبغي العناية بضبطه آيات القرآن الكريم، وأبيات الشعر بما لا يخل بالوزن، وما يشكل من الألفاظ اللغوية والعبارات الملبسة. وإنني ما زلت أذكر حيرتي قبل ربع قرن أمام نص غير مضبوط بالشكل في كتاب غاية النهاية لابن الجزري في ترجمة الكسائي. (2).

ولعدم ضبط العديد من الأحاديث والكتب فقد التبس الأمر على الكثير من كبار الأساتذة بشكل ملحوظ، وللإشارة فقط نورد نموذجا واحدا:

سمعت من غير واحد من الأساتذة المشار إليهم بالبنان والمرموقين من مدرسي مادة البحث الخارج في الحوزة العلمية يقولون: «. حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك»، والحال أن الصحيح: «حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» (3). وعن مثل هذا حدث ولا حرج.

وقد بذلنا في هذا الأمر دقة بالغة، والتفتنا إلى تفاصيل دقيقة جدا، على سبيل المثال: في كلمة «عشر» هناك قراءتان: الأولى فتح الشين، والثانية

مخ ۳۴۳