وكان ممن انتظم في سلك هذا القيد المنيف، وتشبث بأذيال هذا العلم الشريف- فهجر أهله وأولاده، وهاجر منامه ورقاده- الشيخ الصالح الفاضل التقي جمال الدين أحمد بن المرحوم المبرور شمس الدين الحلي أدام الله تعالى شرفه، وخص بالرحمة رهطه وسلفه، فقرأ على هذا الضعيف الكتاب الموسوم ب«الرعاية في علم الدراية» قراءة تدبر وفهم، وقفته فيها على مصطلحات الفن، وأوضحت له عن مقاصد الكتاب، بحسب ما اقتضاه الحال، واحتمله الوقت.
وقد أجزت له روايته وجميع ما يجوز لي روايته، من الفنون الحديثية والأحكام الشرعية وما للرواية فيه مدخل، ملتمسا منه إجرائي على خاطره الشريف في خلواته وأوقات دعواته، آخذا عليه بما يجب رعايته، وتحمد في الدارين عاقبته، من تقوى الله تعالى في القول والعمل، والوقوف عند الشبهات، والاحتياط في الفتوى، فعلى ذلك منار الدين، وجرى عليه السلف الصالح من المتقين. والله تعالى يمدنا وإياه برعايته، ويرعانا بعين عنايته، إنه غفور رحيم.
قال ذلك وكتبه الفقير إلى الله تعالى زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي مصنف الكتاب في يوم الأربعاء سادس عشر شهر رمضان المعظم عام إحدى وستين وتسعمائة، حامدا لله تعالى، مصليا على رسوله محمد وآله، مسلما مستغفرا من ذنوبه. حسبنا الله ونعم الوكيل. (1)
مخ ۳۱۴