وكان بينه وبين علماء السنة مخالطة كما يبدو مما مر وصرح به الشهيد الثاني (1). وقال بعض المعاصرين:
ومن حرص الشهيد على توحيد الكلمة. كان يخفي ما كان بيده من كتابه حين كان يزوره أعلام السنة في مجلسه، حتى أنه عد من كراماته أنه حينما ابتدأ بكتابه اللمعة الدمشقية لم يمر عليه زائر من علماء السنة ووجهاء دمشق إلى أن تمت كتابة هذه الرسالة في سبعة أيام (2).
وهذه الرواية تدل على حرص الشهيد أولا على عدم إثارة المسائل الخلافية، والمحافظة على وحدة الكلمة بين المسلمين في ظروف اجتماعية مضطربة.
وتدل ثانيا على أن بيت الشهيد كان آهلا بمختلف الطبقات من علماء ووجهاء وشيعة وسنة من دمشق وخارجها.
ولم يبق الشهيد. في دمشق عاطلا عن العمل والنشاط، ولم ينتقل من جزين إلى دمشق لغير سبب. فقد حاول أولا أن يكون لنفسه مكانة مرموقة في الأوساط الاجتماعية والفكرية، وهو عمل جبار إذا لاحظنا الظروف التي عاشها الشهيد والفجوات الكبيرة التي كانت بين السنة والشيعة في ذلك الوقت. وقد كان الخلاف في وقته قائما على قدم وساق بين السنة والشيعة، ومن ورائها كانت الصليبية تغذيها وتلهمها بمختلف الوسائل، وكانت الحكومات تجد في ذلك كله إلهاء لذهنية المسلمين وتخديرا لنفوسهم (3).
وعليه فإن الاتهامات التي ساقها له علماء العامة جاءت صرفا لتبرير عملية قتله الفجيعة رحمة الله عليه، والذي يبدو أن خطوات الشهيد السياسية ونشاطاته هي التي أدت إلى قتله من قبل الحكام، كما قال بعض المعاصرين:.
مسألة أخيرة تتصل بقتل محمد بن مكي ربما كانت هي السبب الأول والأخير في قتله، وهي صلته بحليف شيعي علوي لتيمور هو السلطان علي بن
مخ ۲۵۱