حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرونه
وهو القرآن المعجز بفصاحته التي بذت فصاحة كل منطيق وإفحامه من طولب بمعارضته من مصاقع الخطباء من العرب العرباء مع كثرتهم وإفراطهم في المضادة والمضارة، وتهالكهم على المعازة والمعارة وعر ما يتعرف به إعجازه ويتيقن أنه من عند الله كما يدعيه. وإنما قال: مما نزلنا لأن نزوله نجما فنجما بحسب الوقايع على ما نرى عليه أهل الشعر والخطابة مما يريبهم. كما حكى الله عنهم فقال: وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة [الفرقان: 32] فكان الواجب تحديهم على هذا الوجه إزاحة للشبهة وإلزاما للحجة وأضاف العبد إلى نفسه تعالى تنويها بذكره وتنبيها على أنه مختص به منقاد منهم وقوله: «مما» متعلق بمحذوف مجرور على أنه صفة «لريب» و «من» للسببية أو لابتداء الغاية و «ما» موصولة أو نكرة موصوفة والعائد محذوف على التقديرين أي نزلناه وهو القرآن. قوله: (التي بذت) أي غلبت. والمضارة من الضرر، والمعازة المغالبة من عز إذا غلب، والمعارة الإفساد من المعرة وهي الفساد. قوله: (وإنما قال: مما نزلنا) يعني أن تنزيل الشيء هو إنزاله على سبيل التدريج مرة بعد مرة في أوقات مختلفة بخلاف الإنزال فإنه موضوع للدلالة على النزول مطلقا مع قطع النظر عن الكثرة والتنجيم. وتضعيف عين الفعل اللازم كالهمزة في أن كل واحد منهما من أسباب التعدية، فالمشهور الشايع كونهما للتعدية عند اتصالهما بالفعل اللازم ولا يكون التضعيف للتكثير والتدريج إلا نادرا كما في قوله تعالى: مما نزلنا فإن المخفف لازم وقد عدي بالتضعيف. وفهم كون المراد نزوله منجما على حسب الوقايع بمعونة المقام فإن نزوله هكذا لما أرابهم وقالوا: لولا نزل هذا القرآن جملة واحدة أنزل الله تعالى هذه الآية إزاحة لشبههم وإلزاما للحجة عليهم بأن عجزوا عن إتيان ما يوازي أقصر نجومه. فعلم لنزوله بهذا السبب أن المراد نزوله نجما منجما بخلاف قولهم: لولا نزل هذا القرآن جملة واحدة فإن التضعيف فيه لمجرد التعدية إذ ليس المعنى على أنهم اقترحوا تكرير نزول القرآن جملة واحدة وفي قوله تعالى: مما نزلنا التفات من الغيبة إلى التكلم لأن ما قبله هو قوله: اعبدوا ربكم فمقتضى الظاهر أن يقال بعده: مما نزل على عبده ولكنه التفت إلى التكلم لتفخيم المنزل وعدي التنزيل بكلمة «على» لإفادتها الاستعلاء الدال على تمكن المنزل من المنزل عليه واستقراره عليه وكلمة «إلى» إنما تفيد الوصول والانتهاء فقط.
قوله: (تنويها بذكره) أي رفعا لذكر العبد وتعظيما لشأنه يقال: ناه الشيء ينوه أي ارتفع ونوهته تنويها إذا رفعته، ونوهت باسمه إذا رفعت ذكره. والتعريف بالإضافة قد يكون لتعظيم شأن المضاف كما في قولك: عبد الخليفة جاء، وقد يكون لتعظيم المضاف إليه كما في قولك: عبدي حضر، وقد يكون لتعظيم غيرهما كما في قوله: عبد السلطان ضيفي.
مخ ۳۹۰