حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرونه
فرق بين إطماعه في شيء وبين جزمه بإعطائه من حيث إنه كلام الكريم الذي عناية كرمه تقتضي ذلك. وأما السلوك طريقة الملوك والعظماء في إظهار الكبرياء وقلة الاعتداد بالأشياء فإنهم يقتصرون في المواعيد المقطوع بإنجازها على التكلم بكلمة «لعل» و «عسى»، وإما للتنبيه على أن حق العباد أن لا يتكلوا على حسن العبادة والاجتهاد بل أن يكونوا على حذر بين خوف ورجاء. ثم إن صاحب الكشاف جعل كلمة «لعل» في الآية متعلقة «بخلقكم» دون «اعبدوا» لقرب الأول، ومنع كونها مستعملة في شيء من تلك المعاني المذكورة. إذ لا يتصور ههنا الرجاء من المتكلم لاستلزامه عدم العلم بعواقب الأمور ولا من المخاطبين لأنهم لا شعور لهم حال خلقهم بالتقوى حتى يرجونها ولا مجال للإشفاق قطعا ولا للإطماع أصلا، لأنه إنما يكون فيما يتوقعه المخاطب من المتكلم ويرغب فيه وفي أن يفعله المتكلم لأجله، وليست التقوى كذلك فإنها من أفعالهم وشاقة عليهم فلا يرغبون فيها. وقد مر أن الإطماع إنما يكون من المتكلم وفي فعل من أفعاله وليست التقوى فعل الله تعالى بل فعل العبد، واعترض عليه بأن انتفاء شعورهم بالتقوى حال خلقهم إنما ينافي كون «لعل» للترجي من المخاطبين على أن تكون حالا محققة مقارنة لعاملها في الحصول ولا يلزم منه أن لا تكون للترجي مطلقا لجواز أن تكون للترجي وتكون حالا مقدرة، وأجيب بأنهم في حال الخلق ليسوا براجين للتقوى وليسوا بمقدرين للرجاء أيضا. ثم عاد المعترض فقال: هف أنه لا يجوز أن يكونوا مقدرين للرجاء بكسر الدال فلم لا يجوز أن يكونوا مقدرين الرجاء بالفتح أي مقدرين رجاءهم التقوى؟ فيكون التقدير حال الخلق من الله تعالى والرجاء من العباد ولو بعد حين كما في قوله تعالى: وبشرناه بإسحاق نبيا [الصافات: 112] أي مقدرا نبوته بفتح الدال. وأجيب بأنه لا وجه لحمله على هذا المعنى أيضا بناء على أن المقدر حال الخلق هو نفس التقوى لا رجاؤها. وذهب صاحب الكشاف إلى أنها في هذه الآية مستعارة من معنى الترجي للحالة الشبيهة به وهي إرادته تعالى منهم التقوى كما صرح به في الم [السجدة: 1] حيث قال: ولعل، من الله تعالى إرادة، فإنه تعالى يريد الطاعة والتقوى من جميع المكلفين عند أهل الاعتزال القائلين إن الأمر بالشيء يستلزم الإرادة ويجوزون تخلف المراد عن الإرادة، ثم إن إرادة الفعل من المكلف عبارة عند بعض المعتزلة عن العلم بما فيه من المصلحة من حيث إنه يدعو إلى أن يوجد الفعل بنفسه أو إلى أن يطلبه من غيره، ويسميه البعض داعية، وعند بعضهم عبارة عن الأمر به. وعندنا وعند جمهور معتزلة البصرة هي صفة مغايرة للعلم والقدرة توجب تخصيص أحد المقدرين بالوقوع وأيا ما كان تتأتى هي من علام الغيوب دون الترجي الذي هو توقع حصول الخير فهما متغايران قطعا إلا أنها
مخ ۳۷۱