328

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

والصيب فيعل من الصوب، وهو النزول يقال للمطر وللسحاب قال الشماخ:

وأسحم دان صادق الرعد صيب

وفي الآية يحتملهما وتنكيره لأنه أريد به نوع من المطر شديد وتعريف السماء الجمع بينهما بخلاف الإباحة. قوله: (والصيب فيعل) من صاب يصوب إذا نزل، وأصله صيوب. فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء. ويقال لكل واحد من المطر والسحاب: صيب لوجود معنى النزول فيهما. وأورد البيت استشهادا به على إطلاق الصيب على السحاب وأوله:

عفا آية نسج الجنوب مع الصبا ... (وأسحم دان صادق الرعد صيب)

قوله: «عفا» أي درس ومحا «والآي» جمع آية وهي العلامة وضمير «آية» راجع إلى منزل الحبيبة «ونسج الجنوب والصبا» هبوبهما، «والجنوب» ريح تهب عن يمين من يتوجه إلى المشرق و «الصبا» ريح تهب من جانب المشرق شبه اختلافهما بنسج الحائك فجعل إحداهما بمنزلة السدى والأخرى بمنزلة اللحمة، «واسحم» أي وسحاب أسود «دان» أي قريب من الأرض «صادق الرعد» أي ليس خداعا بل كان ممطرا أي هطال متتابع المطر.

وهذه الأوصاف ظاهرة الثبوت للسحاب دون المطر بل الدنو وصدق الرعد كأنهما نعتان فيه. والصيب لكونه من صيغ الصفة المشبهة أبلغ من الصائب فيدل على الثبات والاستمرار، والصائب إنما يدل على الحدوث. قوله: (وفي الآية يحتملهما) أي إن لفظ الصيب الذي ورد في الآية يحتمل أن يراد به المطر والسحاب إلا أن قوله بعد هذه الآية أريد به نوع من المطر شديد يدل على رجحان حمله على المطر حيث أورده على صورة القطع بإرادته.

قوله: (وتعريف السماء) يعني أن قوله من السماء ذكر مع أن الصيب لا يكون إلا من السماء ليتوصل بذكره إلى تعريفه المفيد للاستغراق والمبالغة، فإن اللام الكائنة لتعريف الجنس عند انتفاء قرينة البعضية تحمل على الاستغراق فتفيد أن الصيب لا يختص بسماء ولو تذكر السماء أو ذكرت منكرة لم تحصل هذه الفائدة لجواز أن يكون الصيب من بعض السماء فقط. فلما ذكرت معرفة علم أن الغمام مطبق بمعنى أن مطره أصاب جميع الأرض فإن تطبيق الغيم والغمام عبارة عن شمول المطر النازل منه لأقطار الأرض. فإن قيل: اللام الاستغراقية الداخلة على اسم الجنس إنما تفيد شمول أفراد ما دخلت هي عليه لا شمول أجزائه فما وجه قوله: عرف السماء ليدل على أن الغيم مطبق وأن الصيب نازل من الآفاق كلهما؟ قلنا: أشار المصنف رحمه الله تعالى إلى جوابه بقوله: «فإن كل أفق منه يسمى سماء»

مخ ۳۳۴