305

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

والحكماء. والمثل في الأصل بمعنى النظير يقال: مثل ومثل ومثيل كشبه وشبه وشبيه، ثم قيل للقول السائر الممثل: مضربه بمورده ولا يضرب إلا ما فيه غرابة، ولذلك حوفظ الوهم العقل في إدراكه لأن شأن الوهم إدراك المعاني المنتزعة من المحسوسات، فلذلك كان ضرب المثل أبلغ في بيان حالهم بالنسبة إلى مجرد تقرير الحجة عليهم. والتنكير في قوله: «ولأمر ما للتعظيم» أي ولأمر مهم عظيم الشأن أكثر الله تعالى الأمثال في كتبه. قوله:

(كشبه وشبه) يعني أن المثل. والمثل في أصل اللغة بمعنى النظير، كما أن الشبه والشبه كذلك، إلا أن الشبه يكون بمعنى المشابهة أيضا يقال: بينهما شبه بالتحريك أي مشابهة.

قوله: (ثم قيل للقول السائر) أي ثم نقل من معناه اللغوي إلى معنى آخر عرفي يتفرع عليه معنى ثالث مجازي كما سيذكر. والسائر هو الفاشي المشهور الدائر بين الناس، ولا يكفي فشوه في تسميته مثلا بل لا بد مع فشوه من أن يكون مستعملا على سبيل الاستعارة التمثيلية في حال شبهه بما ورد فيه أولا تشبيها تمثيليا. وأشار إليه بقوله: «المثل مضربه بمورده» والمراد بمورده هو الصورة التي شبهت بالصورة الأولى الأصلية وعبر عنها بالقول الوارد في الصورة الأولى على طريق التعبير عن المشبه باسم المشبه به وسمي القول المضروب للصورة الثانية المشبهة بالأولى مثلا، لأن المماثلة بالحقيقة صفة نفس الصورة التي هي المضرب فإنها هي التي شبهت بالمورد واللفظ المضروب دال عليه فسمي مثلا نظرا إلى كون مدلوله شبيها بالمورد. فظهر بما قلنا إن قوله: «الممثل مضربه بمورده» إشارة إلى بيان المناسبة المصححة للنقل بين المعني اللغوي والمعنى المنقول إليه. قوله: (ولا يضرب إلا ما فيه غرابة) بوجه من الوجوه إما بحسب معناه كما في قولهم: رب رمية من غير رام، فإن إثبات الرمي ونفي الرامي معنى غريب يشبه التناقض. وفيه أيضا شيء من الحذف والإضمار إذ التقدير: رب رمية مصيبة من رام مخطىء لأنه يضرب لكل من أصاب في شيء وليس بأهل له. وإما بحسب خصوص ذلك اللفظ بأن يشتمل على ألفاظ نادرة لا تستعملها العامة كقول من قال:

أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، يضرب في المجرب الذي يشتفي برأيه وعقله.

فقوله: «جذيلها» تصغير الجذل المضاف إلى ضمير المؤنثة الغائبة، والجذل أصل شجر يقطع أعلاه ويبقى أسفله قدر ذراع أو أكثر، والجاذل المنتصب مكانه لا يبرح والذي ينصب في منازل الإبل لتحتك به الإبل الجربي. يقال: احتك بالشيء أي حك نفسه عليه. والعذق بفتح العين وهو النخلة بحملها، والمرجب اسم مفعول من الترجيب وهو أن تدعم الشجرة إذا كثر حملها لئلا تنكسر أغصانها. وبالجملة لا بد في اللفظ المضروب أن يكون فيه غرابة من بعض الوجود أي وجه كان. قوله: (ولذلك) أي ولكون المثل العرفي بحيث يعتبر فيه كونه سائرا مشهورا في الصورة الأصلية المشبه بها حتى صار كأنه علم له وكونه مشتملا على نوع

مخ ۳۱۱