حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرونه
والمقصودة منه، ولذلك يسلب عن غيره فيقال: زيد ليس بإنسان ومن هذا الباب قوله تعالى: صم بكم عمي [البقرة: 18، 171] ونحوه، وقد جمعهما الشاعر في قوله:
إذ الناس ناس والزمان زمان
أو للعهد والمراد به الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه أو من آمن من أهل جلدتهم كابن سلام وأصحابه، والمعنى آمنوا إيمانا مقرونا بالإخلاص متمحضا عن شوائب النفاق مماثلا لإيمانهم واستدل به على قبول توبة الزنديق، وإن الإقرار باللسان إيمان وإلا لم يفد التقييد.
يستحق أن يسمى باسم الإنسان بل قد ينفى عنه فيقال: فلان ليس بإنسان إذا لم يوجد فيه المعنى الذي خلق لأجله. قوله: (ومن هذا الباب) أي من باب نفي اسم الجنس عمن لا توجد فيه الخواص المقصودة منه قوله تعالى: صم بكم عمي [البقرة: 18، 171] ونحوه «لا يسمعون ولا يبصرون» فإنهم ليسوا صما ولا بكما ولا عميا في الحقيقة لكن لما انتفى عنهم فوائد السمع والكلام والإبصار وثمراتها المقصودة منها سموا بذلك وسلب عنهم السمع والبصر والكلام. قوله: (وقد جمعهما الشاعر) أي وقد جمع الاستعمالين المذكورين وهما:
استعمال اسم الجنس لمسماه مطلقا واستعماله لما يستجمع المعاني المخصوصة به. فإن الشاعر أراد بالناس الأول مطلق الناس، وبالثاني الكاملين في الإنسانية وكذا أراد بالزمان الأول مطلق الزمان، وبالثاني الزمان الكامل في الزمانية. ومن ههنا يعلم أن دعوى الكمال يجوز اعتبارها في النكرة أيضا. وأول البيت:
ديار بها كنا نحب مزارها ... (إذ الناس ناس والزمان زمان)
فقوله: «إذ الناس» ظرف لقوله: «كنا». والمعنى في الوقت الذي كان جنس الناس كله ناسا كاملين لا قصور فيهم وكان جنس الزمان كله زمانا كاملا لا خلل فيه.
قوله: (أو للعهد) عطف على قوله: «للجنس» ولا شك أن المراد بالجنس العهد الخارجي فلا بد أن يكون المشار إليه باللام حصة معهودة بين المتكلم والمخاطب تقدم ذكره صريحا أو كناية بأن يذكر شيء من لوازمه كما في قوله تعالى: وليس الذكر كالأنثى [آل عمران: 36] فإن لفظ الذكر إشارة إلى ما سبق كناية في قوله تعالى: رب إني نذرت لك ما في بطني محررا [آل عمران: 35] فإن لفظ «ما» وإن كان يعم الذكور والإناث لكن التحرير وهو أن يعتق الولد لخدمة بيت المقدس إنما يكون للذكور دون الإناث، فالتحرير قرينة مخصصة للفظة «ما» بالذكور. وقد يستغنى عن تقدم ذكره لعلم المخاطب به بالقرائن نحو: خرج الأمير إذا لم يكن في البلد إلا أمير واحد وكقولك لمن دخل البيت: اغلق
مخ ۲۸۷