276

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

شوائب الفساد. لأن إنما تفيد قصر ما دخلت عليه على ما بعده، مثل إنما زيد منطلق وإنما ينطلق زيد. وإنما قالوا ذلك لأنهم تصوروا الفساد بصورة الصلاح لما في قلوبهم من المرض، كما قال الله تعالى: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا [فاطر: 8].

الإصلاح لا يشوبه شيء من وجوه الإفساد. قوله: (لأن إنما تفيد قصر ما دخلت عليه على ما بعده) تعليل لكون المعنى ما ذكره بقوله: «فإن شأننا» الخ فإن كلمة «إنما» إن دخلت على الموصوف تفيد قصر الموصوف على الصفة نحو: إنما زيد منطلق، وإن دخلت على الصفة تفيد قصر الصفة على الموصوف نحو: إنما ينطلق زيد. والآية الكريمة من قبيل الأول.

قوله: (وإنما قالوا ذلك) يعني أن المنافقين قالوا إنما نحن مصلحون وقصروا أنفسهم على محض الإصلاح بناء على أنهم تصوروا ما هم عليه من تهييج الحروب والفتن ومعاونة الكفار على المسلمين وتعويقهم عن الإيمان بصورة أنفسهم بأن يوهموها الأباطيل والأكاذيب من أنهم قد خدعوا الله تعالى والمؤمنين وأنفسهم تنخدع بذلك وتقر وتطمئن. وكذلك أنفسهم تخدعهم بأن تحدثهم وتوهمهم الأمنيات الخالية عن الفائدة والأطماع المبنية على السفاهة والوقاحة فلما أوهموا أنفسهم الأباطيل وأوهمتهم الأكاذيب، مثل أن يتفرع على تلك المعاملة مع المؤمنين أمور وأعراض مبهمة كانت معاملتهم مع أنفسهم شبيهة بمعاملة المخادعين فأطلق عليها اسم المخادعة، ثم اشتق منها لفظ «يخادعون» فكانت استعارة تبعية لأن المخادعة لا تتصور بصورة الصلاح زعما منهم بأن دينهم هو الصواب وأن سعيهم لأجل تقوية ذلك الدين وإخلاء وجه الأرض عما يعارضه وينفيه ويبطله. فلما زعموا أن سعيهم وجل همهم تقرير ما هو الصواب والصلاح عندهم قالوا إنما نحن مصلحون بناء على زعمهم الباطل إلا أنهم أوهموا المسلمين بذلك أن مقصودهم إنما هو صلاح ما في الأرض وتقوية دين الإسلام وإظهاره على سائر الأديان إذ لا طاقة لهم على إظهار ما اعتقدوا في باطنهم للمسلمين وأن يحكموا عليه بأنه هو الصلاح والصواب ، وما عليه المؤمنون هو الفساد والضلال فلذلك أبهموا كلامهم حيث قالوا: إنما نحن مصلحون فأوهموا به المسلمين أنهم مصلحون في دين الإسلام وكان في ضميرهم أنهم مصلحون في دينهم لا في نفس دين الإسلام.

ومفعول «يشعرون» محذوف إما اختصارا أي لا يعلمون أنهم مفسدون لأنهم يظنون أن الذي هم عليه من إبطال الكفر وممالاة الكفار على المسلمين وتهييج الفتن ونحوها إصلاح، وإما اقتصارا على مجرد نفي الشعور عنهم وهو الإدراك بالحواس ومن انتفى عنه ذلك انتفى عنه العلم رأسا. ولفظ «لكن» في الآية للاستدراك بالنفي بعد الإيجاب وقد يكون بالإيجاب بعد النفي أيضا. ووجه الاستدراك فيها أنه لما قيل: هم المفسدون سبق إلى الوهم أنهم يفعلون ذلك من حيث يشعرون بناء على أنهم وصفوا بالإفساد وجعل ذلك

مخ ۲۸۲