240

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

وختم على سمعه وقلبه [الجاثية: 23] وللوفاق على الوقف عليه ولأنهما لما اشتركا في الإدراك من جميع الجوانب جعل ما يمنعهما من خاص فعلهما الختم الذي يمنع من جميع الجهات وإدراك الأبصار لما اختص بجهة المقابلة جعل المانع لها من فعلها الغشاوة المختصة بتلك الجهة. وكرر الجار ليكون أدل على شدة الختم في الموضعين والثاني أن يكون خبرا مقدما وما بعده عطفا عليه «وغشاوة» مبتدأ نكرة وجاز الابتداء بها لكون خبرها ظرفا مقدما فيكون كل واحد من السمع والأبصار متعلقا بالتغشية ومن تمام الجملة الإسمية، فعلى الاحتمال الأول يوقف على سمعهم ويبتدأ بما بعده، وعلى الثاني يوقف على قلوبهم، بين أن الحق هو الاحتمال الأول واستدل عليه بدليلين نقليين، وبدليل عقلي. الأول من الدليل النقلي: قوله سبحانه وتعالى: وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة [الجاثية: 23] فإنه صريح في نسبة الختم إلى السمع والقلب وتخصيص البصر بنسبة الغشاوة إليه، فعلمنا بذلك أن قوله تعالى جل ذكره: وعلى سمعهم في هذه الآية معطوف على قلوبهم لأن الآي يفسر بعضها بعضا. والثاني من الدليل النقلي: اتفاق القراء رحمهم الله على الوقف على قوله تعالى: وعلى سمعهم ولو كان ذلك من تمام الجملة التي بعده لكان ينبغي أن يبتدأ به ويوقف على ما قبله. ومحصول ما ذكره من الدليل العقلي أن كلا من الختم والتغشية إنما ذكر لبيان كون ما به ذلك ممنوعا من فعله الخاص بسبب تعلقه فينبغي أن يكون ما يمنع المؤثر من تأثيره مناسبا لجهة تأثيره مانعا إياه من التأثير بتلك الجهة ولا يخفى أن الختم لكونه مانعا من جميع الجوانب للوصول إلى المختوم عليه مناسب للقلب الذي لا يختص إدراكه بما في بعض الجوانب، فيكون مناسبا للسمع أيضا لذلك بخلاف الغشاوة فإنها ليست مناسبة للسمع لأن إدراك السمع لا يختص ببعض الجوانب، والغشاوة المتوسطة بين حاسة البصر والمرئي أو بين حاسة السمع والمسموع إنما تمنع من إدراكهما من الجهة التي تقابلهما فلا وجه لجعلها مانعة لحاسة السمع عن الإدراك لعدم المناسبة بينهما.

قوله: (وكرر الجار) أي ذكرت كلمة «على» في قوله: وعلى سمعهم ولم يكتف بذكرها في قوله: على قلوبهم مع أن كل واحدة منهما متعلقة بقوله: ختم فلو قيل:

ختم الله على قلوبهم وسمعهم لم يستفد من الكلام المعنى الحاصل بالتكرير. وذكر للتكرير فائدتين: الأولى أن تكريره أدل على شدة الختم في الموضعين وإن كان أصل الدلالة حاصلا بدون التكرير بناء على أن ختم يستعمل متعديا تارة بنفسه يقال: شدة ختمه فهو مختوم، وأخرى ب «على» يقال: ختم عليه فهو مختوم عليه. فإذا استعمل ب «على» يراد الدلالة على شدة الختم لأن زيادة اللفظ مع حصول أصل المعنى بدونه تدل على زيادة المعنى والمعنى

مخ ۲۴۶